نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ألغام غرفة الأخبار": كتاب إعلامي "مثير" للصحافي آلجي حسين - تكنو بلس, اليوم الخميس 1 مايو 2025 07:58 مساءً
في زحمة أخبار الموت التي يصنعها الصحافيون، ويتسيّدون أبطالها، وبين مشاهد الرعب والدمار والإلغاء في العالم، وقّع الصحافي السوري آلجي حسين، المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، كتابه الأول "ألغام غرفة الأخبار"، مستعرضاً هواجس محرر أخبار يقيّم خطورة زر نشر الأخبار على أنه لا يقل أهمية عن "زر النووي"، موضحاً أن الثاني يدمر البنية التحتية، بينما يجتهد الأول في تغيير المعارف ثم الاتجاهات فالسلوك.
الكتاب الصادر عن "دار تعلّم للنشر والتوزيع" في الإمارات، ويُعرض حالياً في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الرابعة والثلاثين بين 26 أبريل/نيسان و5 مايو/أيار 2025، يقول فيه مؤلفه إن محرر الأخبار عليه السير في "حقل ألغام"، أو حتى في منجم فحم؛ "فقد ينفجر بك لغم في أي لحظة"، متابعاً "إنها غرفة الأخبار، أيتها السيدات وأيها السادة، من تحدّ إلى آخر! إنه عالمي، عالم الأخبار".
كتاب
يدق الكتاب ناقوس الخطر محذراً من الاستخدام غير السليم للكلمة، حيث يقول إن "الكلمة رصاصة"، يجب حسن استخدامها وترتيبها توقيتها وانتقائها ووضعها في سياقها الصحيح، إنسانياً ومهنياً، مشيراً إلى أن تحديات غرف الأخبار لا تقتصر على تحرير الأخبار فقط وإعداد القصص الخبرية فقط، بقدر ما يعايش المحرر هموم الإنسان وكافة تفاصيله لحظة بلحظة.
فمن تطورات سوريا بعد سقوط النظام، والحرب الروسية الأوكرانية، والسودانية، واليمنية، وحرب غزة، والملفات الساخنة في أفريقيا، مروراً بالرئيس الأميركي الجديد وقراراته، والحرب اللبنانية، فضلاً عن أحداث اللجوء وتصدّر اليمين المتطرف في أوروبا، إلى أميركا اللاتينية وانتخاباتها، مع تعقيدات آسيا، وليس انتهاءً بقضايا الدول العربية.. كلها وجبات سريعة يقتاتها الصحافي في غرفة الأخبار، بحسب الكتاب الواقع في 100 صفحة من القطع المتوسط.
يؤكد آلجي حسين، في كتابه "أن أعيش كل يوم أكثر من عشر ساعات مضنية بين ثنايا الأخبار، وأستكمل المهمة في المنزل على شاشة التلفاز، مروراً بالهاتف المتحرك (بين بين)، وليس انتهاءً بمذياع السيارة، فهذا يعني أنني وصلت إلى مرحلة من اللذة بتذوق الأخبار، لا يمكن الانفصال عنها بسهولة".
ينقسم كتاب "ألغام غرفة الأخبار" إلى عشرة فصول، ومنها فصل "الأخبار لذة وأذى"، الذي يكشف أن مهنة الإعلام تُحرق الأعصاب وتتطلب المتابعة، "قدرنا أن نبقى ساعات طوال جالسين وراء شاشات الكمبيوتر نتابع ونرصد ونحرر ونترجم ونصنع ما لذ وطاب من الأخبار"، فيما يؤكد فصل "الكلمة رصاصة في حقل ألغام" أن "هذه المهنة علّمتنا ولا تزال كيفية السير بين الكلمات، كمَن يسير بين ألغام، هذا إن افترضنا أن فريق كشف الألغام الذي يرافقنا هو حسنا الأمني والإنساني والمهني".
وفي فصل "زر النشر أم النووي؟"، يقول الكتاب إن "رصاصة هتلر تنفذ إلى القلب مباشرة، ولم يعد وزير دعايته يوزف غوبلز، من أهم الدعاة، بل صارت الرصاصة تبحث عن دريئتها"، بينما يكشف فصل "القوة الناعمة للأخبار"، خطورة العملية التثقيفية للأخبار، كونها تخاطب الوعي البشري بدون وسيط، أما في فصل "فلسفة نظريات الإعلام"، فيقول إن "تلك النظريات قد تبدو مملة، إلا أن فهمها يسهّل العمل في الإعلام، وتحديداً في الأخبار، لتتحول الأخبار لاحقاً إلى مهام عمل جميلة وعمل مسرحي أو موسيقي عالمي".
وفي فصل "النداء الأخير للمحررين" من الكتاب، يوصي المؤلف زملاءه بتعزيز مهارة الإيجاز أو الاختصار أو البلاغة في كتاباتهم، دون إخلال باللغة أو المعنى أو التفاصيل، بالقول "استخدموا اللغة الإعلامية البيضاء البسيطة الفصيحة من دون أخطاء أو بلاغة فجة، واصقلوا مواهبكم بشكل كبير"، داعياً إياهم للبحث عن ملاحظات وليس المدح "نحن تلاميذ إلى الأبد".
جدير ذكره أن آلجي حسين صحافي وكاتب ومدرب إعلامي سوري من أصل كردي، يحمل الإقامة الذهبية في الإمارات، عن فئة "النوابغ من المواهب"، وهو عضو فاعل في منظمات صحفية عدة، وتدرج في مناصب إعلامية عدة، منها مراسل صحافي، محرر، محرر أول، سكرتير التحرير، رئيس قسم المراسلين، رئيس قسم الثقافة، رئيس قسم المجتمع، رئيس قسم السياسة، نائب مدير التحرير، مدير التحرير، مستشار إعلامي.. إلخ.
نال مؤلف الكتاب عشرات التكريمات والجوائز داخل الإمارات وخارجها، وخضع للعديد من الدورات التدريبية الإعلامية، وسافر في مهمات إعلامية في مناطق ساخنة بالأحداث في العالم، كالعراق وسوريا والصومال، وتحصل على الماجستير والبكالوريوس في الإعلام، ويجيد التحدث باللغات الكردية والعربية والإنكليزية.
0 تعليق