"ردهة الفنون" في معرض مسقط للكتاب: منصة للفن التشكيلي بين التراث والحداثة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ردهة الفنون" في معرض مسقط للكتاب: منصة للفن التشكيلي بين التراث والحداثة - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 09:26 صباحاً

في سياق الحراك الثقافي الذي يشهده معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الـ 29، تبرز "ردهة الفنون"، وهي معرض فني تنظمه مديرية الفنون في وزارة الثقافة والرياضة والشباب يضم أنواعاً مختلفة من الفنون التشكيلية. 

تمثل "ردهة الفنون" تجربة ثقافية متكاملة، تعكس التنوع الفني وثراء المعروضات التي تراوح بين عبق التراث العماني وروح المعاصرة، إذ تحتضن معارض متخصصة وورش عمل فنية تفاعلية، إضافة إلى كونها منصة لعرض المواهب العمانية من المحافظات المختلفة بتنوع مجالاتها، من التشكيل والنحت والخط العربي وصولًا إلى التصوير الضوئي والفنون الرقمية.

 

من أعمال 'ردهة الفنون'.

 

أحد مسؤولي الردهة عيسى المفرجي قال لـ"النهار": "تضم الردهة برامج متنوعة بمشاركة فرق فنية وخطاطين، أبرزها معرض "أنامل الأحداث" الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية، ويعرض أعمالًا فنية من ورش فنية للأطفال (أقل من 18 سنة)، إلى جانب ركن الخط العربي الذي يضم مجموعة من الفرق وخطاطين مستقلين، وثمة جناح خاص لمحافظة شمال الشرقية التي تحل ضيف شرف هذا العام، ومعرض التصوير الضوئي، إضافة إلى ركن لذوي الاحتياجات الخاصة عبر فريق "أداتي وحياتي"  يعرضون فيه أعمالًا فنية أبرزها جناح للمكفوفين الذين يعرضون منتجات يدوية، إذ يقوم أحد المكفوفين بحفر الأقلام الخشبية بأشكال مبتكرة أمام الجمهور. 

كذلك يضم المعرض جناحاً لمنحوتات الخشب يضم   13عملًا نتاج ورشة نحت نظمتها وزارة الثقافة في ولاية البريمي بإشراف النحات خليل الكلباني، باستخدام أخشاب عمانية".

وأضاف المفرجي أنه تتم يومياً استضافة فنان عماني محترف في "مرسم الفنان" بالردهة لتقديم تجربة رسم حي أمام الجمهور، معتبراً أن كل هذه النشاطات تعبر عن حيوية المشهد الفني العماني واهتمام وزارة الثقافة بدعم الفنون بمختلف أنواعها. 

جديد ردهة الفنون 
 وتشهد الردهة تجديداً لنشاطاتها باستمرار، ومن الأركان التي أضيفت هذه العام يبرز جناح تكريم الفنانين الراحلين بعرض بعض أعمالهم، ويضم ثلاثة من رواد الفن التشكيلي العماني الذين رحلوا خلال السبع سنوات الماضية وهم أيوب ملنج، والتشكيلي محمد نظام وموسى عمر.

 

أعمال خزفية مستوحاة من التراث المادي وغير المادي.

أعمال خزفية مستوحاة من التراث المادي وغير المادي.

 

أما معرض "أنمي عمان"، فيعرض رسوماً مستلهمة من التراث العماني بأسلوب "الأنمي" الياباني، وهو نتاج ورشة أقيمت سابقاً في ولاية صور، وعُرضت أعماله ضمن فعاليات "إكسبو أوساكا" في اليابان، فثمة اهتمام حكومي بمواكبة شغف المراهقين والشباب بهذه الفنون، مع الحرص على ملاءمتها للثقافة العمانية. 

ومن بين أهم فعاليات "الردهة"، معرض عن مسابقة الشباب للتصوير الضوئي التي نظمتها وزارة الثقافة وشارك فيها 429 مصوراً قدموا 1487 صورة، وتم قبول 45 صورة لـ31 مصوراً بعدما فرزتها لجنة مختصة.

فنون صديقة للبيئة
ثمة معرض مبتكر بعنوان "اللمسات الفنية"، في نسخته التاسعة، إذ يعرض أعمالًا مصنوعة من مواد صديقة للبيئة بإعادة تدوير ورق كرتون البيض أو الفلين وطحنه مع الغرة والمياه وتشكيل بورتريهات بتقنية تجسد وجوهاً تعبيرية مجردة بطريقة مبتكرة.

دمج الفن بالتراث  
كما تسلط "ردهة الفنون الضوء" على فنون مختلف المحافظات العمانية وفنانيها منها فريق "فنارث"، وفريق "الرستاق للفنون"، وفريق "بيت العاقل"، وفريق "سفراء الفن العماني"، وفي صدارة "الردهة" يبرز جناح "فنارث"، وهو دمج لكلمتي فن وإرث، إذ يعرض أعمالاً فنية تهتم بالأصالة والمعاصرة في آن واحد، ويهتم بإحياء التراث العماني، وتم اختيار الفريق من ولاية " المُصنعة" للخروج من المركزية وتسليط الضوء على الفنانين البعيدين عن مسقط العاصمة.

 

الفنان أحمد الشبيبي بين أعماله.

الفنان أحمد الشبيبي بين أعماله.

 

المشرف على فريق "فنارث" الفنان التشكيلي أحمد الشبيبي، قال لـ"النهار": "نتناول أعمالًا مستوحاة من الهوية والتراث العمانيين، ساعين إلى توثيق الإرث العماني ودمجه مع الفن التشكيلي، والاستفادة من المنتجات العمانية وإعادة صوغها بطريقة معاصرة، مثل المخطوطات والكتابات القديمة والزخارف التقليدية المستوحاة من البيوت والأزياء والأواني العمانية، وأيضاً كتابات الألواح القديمة التي وثقت بعض التفاصيل المعيشية العمانية سواء كانت مناسبات اجتماعية أم دينية وغيرها." 

وأشار إلى أن بعض الفنانين، مثل أسماء الجابرية ومثايل السعدية، تناولوا الأبواب العمانية التقليدية، وزينوها بزخارف تجريدية. كما تحدث  الشبيبي عن أعماله الفنية ضمن الجناح.  

أنور سونيا... تجسيد البيئة العمانية
وتحدث الفنان أنور سونيا، أحد رواد الفن التشكيلي العماني لـ"النهار" عن مشاركته ضمن أعمال فريق "فنارث" بأربعة أعمال، وأوضح: "يستهويني التركيز في أعمالي على الحركة والحياة العمانيتين والأسواق والبيئة التقليدية، وإبراز اللون والضوء أكثر من إبراز ملامح الوجوه"، شارحاً فلسفته الفنية بقوله "ليس بالضرورة رسم تفاصيل الوجه؛ الأهم هو توصيل الفكرة والإحساس بالحركة والظل والنور".

 

بعض أعمال الفنان أنور سونيا.

بعض أعمال الفنان أنور سونيا.

 

غزلان زعابين... وجوه غابرة تحمل قصصاً
كما تشارك الفنانة غزلان زعابين بأعمال عنونتها بـ "وجوه غابرة"، تهتم خلالها بعالم المرأة، مستلهمة إياها من ملامح النساء العمانيات، ولا تمثل هذه الوجوه مجرد ملامح بل تجارب وخبرات، واستخدمت حرف الواو ضمن تشكيل هذه الأعمال، ولم يكن ذلك عبثاً فهو حرف عطف كرمز للربط بين الماضي والحاضر ويعكس تمسكها بالعادات والتقاليد واعتزازها بالهوية الوطنية.
وعلقت زعابين بقولها لـ"النهار": "أجد في المرأة العمانية مصدراً للجمال والإحساس العميق، ولهذا أركز في أعمالي على عالم النساء، لما يحمله من تعبيرات وجدانية غنية".

الفن التشكيلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي 
لم تنفصل "ردهة الفنون" عن التقدم التكنولوجي بل واكبته بعدد من الأجنحة أبرزها معرض "ألف كلمة" بنسخته الثالثة، الذي يُبرز مواهب التصوير الضوئي عبر الدمج بين الفن التقليدي وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي حيث شارك طلبة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع مسقط، بأعمالهم، مستخدمين التكنولوجيا الحديثة في تحسين الصور الفوتوغرافية، مع الحفاظ على طبيعتها وإضافة لمسات فنية دقيقة.

 

الفنانة غزلان زعابين بين لوحاتها بعنوان 'وجوه غابرة'.

الفنانة غزلان زعابين بين لوحاتها بعنوان 'وجوه غابرة'.

 

وفي حديث إلى"النهار"، قالت رئيسة قسم التصوير الضوئي في الجامعة حمامة الكندية: "يستهدف المعرض إبراز الأعمال الفنية لطلبة القسم خلال فترة دراستهم، ليكون بمثابة منصة للتعبير عن مشاعرهم عبر الصورة، ويضم صوراً في مجالات الطبيعة، والإنسان العماني، والتراث، بما ينسجم مع رؤية عمان 2040".

وتحدث الطالب في قسم التصوير الضوئي عبد الحميد العامري عن تجربته قائلاً: "استخدمت الذكاء الاصطناعي لإضافة عناصر بصرية مثل السحب وإزالة الأشخاص من الصور بطريقة دقيقة وسريعة، وساعدني الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهمات الفنية بسهولة ودقة، مقارنة بالطرق التقليدية التي تتطلب وقتاً طويلاً".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق