في نيسان/أبريل من عام 1980، وصل المطران إلياس عوده الى العاصمة بيروت، بعد ان كان قد انتخب من قبل مجمع مطارنة الكرسي الأنطاكي المقدس، في شباط من العام ذاته، متروبوليتاً على بيروت وتوابعها وسائر فينيقيا الساحلية.
وصل ذلك المطران الشاب محمولاً على الأكتاف، ليدخل أورشليم بيروت حاملاً الصليب نحو جلجلة الخدمة حتى يومنا الحاضر.
خلف ملاك بيروت المتروبوليت الياس عودة سلسلة من الأساقفة العظام الذين تعاقبوا على كرسي كنيسة بيروت؛ من باكورة الأساقفة الرسول كوارتس اليوناني، أول أسقف على بيروت ومؤسس الكرسي فيها وهو أحد الرسل السبعين، الذين عاونوا وخلفوا الرسل الاثني عشر، التلاميذ المختارين من الرب يسوع للكرازة ونقل بشارته في أنحاء المسكونة.
المطران عوده هو صوت الذين لا صوت لهم. دمّر جدار بطش الساسة المستكبرين غير المبالين بشعبهم. لا بل كان المطالب الرئيسي بحقوق اللبنانيين وحماية كرامتهم. فكان صوت يوحنا المعمدان الموبّخ في أذن هيرودس لبنان وما أكثرهم من هرودوسيين. 
وعلى مثال شفيعه النبي إيليا، كان صوته سيف حكمة بوجه من هم على مثال أخآب الملك وزوجته إيزابل في لبنان. 
45 عاماً كنت على مثال شفيع مدينة بيروت القديس جاورجيوس، عصاك الأسقفية تشبه رمحه في انتصار كلمة الخير على الشر يا صاحب الصورة العظيمة بنوعٍ خاص. بنى الكنائس، رمّم العتيقة منها أو المدمّرة بسبب الحرب العدوانية والحرب بين أبناء الوطن الواحد. بنى المؤسسات وطور مستشفى القديس جاورجيوس. كما أسس جامعة القديس جاورجيوس مؤخراً. 
المطران الياس عودة، انما هو خادم بيروت بنعمة وحكمة الروح القدس. نشر جوهر الإيمان المسيحي في كل مؤسسات الابرشية الا وهو المحبة والتواضع. فلن تجد على حائط اي كنيسة أو مؤسسة أو مدرسة اي مجسم أو لوحة جدارية تشير إلى اسمه، إن في عهده دُشّنت أو بنيت. لأن ملاك بيروت يريد أن يعطي لا أن يأخذ، سائراً على قول يوحنا المعمدان عن ربنا يسوع المسيح : "أنا أنقص وهو يزيد".
منذ ذلك النهار وربيع نيسان مستمر في بيروت وسائر لبنان. أطال الله بعمرك، يا سيدنا، يا ربيع لبنان الدائم.