بين الجسد والعقل: رحلة الشفاء من خلال العلاج بالرقص - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الجسد والعقل: رحلة الشفاء من خلال العلاج بالرقص - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 12:27 مساءً

في عالم يعج بالضغوط النفسية والجسدية، يبرز العلاج بالرقص والحركة أحد الأساليب العلاجية المبتكرة التي تتجاوز مجرد التعبير الفني إلى التواصل العميق مع الذات.

في مقابلة مع المعالجة النفسية بالرقص والحركة ( MA RDMP )  يارا أنطون، تفتح لنا باباً لفهم كيف يمكن للحركة أن تكون وسيلة للشفاء النفسي والجسدي، وكيف يمكن للجسد أن يكون قناة للتعبير عن المشاعر العميقة؟

تؤكد يارا أنطون أن العلاج بالرقص يختلف تماماً عن الرقص التقليدي، حإذ أنه  لا يهدف إلى تعلم تقنيات أو حركات معينة، بل يركز على التعبير الشخصي والتواصل مع المشاعر عبر الحركة. تقول: "في العلاج بالرقص، لا توجد حركات ثابتة يجب اتباعها، بل الهدف هو الاستماع إلى الجسد والتفاعل معه، مما يساعد الأفراد على فهم أنفسهم بشكل أعمق.". وتضيف إن العلاج بالرقص "يعتمد على الفهم العميق لترابط الجسد والعقل، بحيث أن الجسم يحمل مشاعر وذكريات قد لا نكون على وعي بها، بما في ذلك التجارب الصادمة التي قد تخزن في الجسد بشكل غير واعٍ".

وتوضح "أن ما يميز العلاج بالرقص والحركة هو أن الحركة تصبح وسيلة مباشرة للتعبير عن المشاعر التي قد تكون مكبوتة، مما يساهم في تخفيف التوتر وتنظيم الاستجابة العصبية في الجسم. من خلال الحركة، يتمكن الأفراد من التعبير عن مشاعرهم بطريقة غير لفظية، مما يعزز من الوعي الذاتي ويساعدهم على التفاعل ما قد يكون مخزَّناً في أجسامهم". بهذا الشكل، يصبح العلاج بالرقص أداة فعالة لتحسين الحالة النفسية والجسدية في آن واحد.

علاج الرقص والحركة ليس مقتصراً على فئة معينة من الأشخاص أو أولئك الذين يمتلكون القدرة الحركية العالية فحسب، بل هو مناسب للجميع، سواء كانوا أطفالاً، مسنين أو حتى الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعبير اللفظي. وتقول أنطون: "الرقص هنا لا يتطلب قدرة حركية كاملة؛ حتى الحركات البسيطة أو السكون يمكن أن تكون لها تأثيرات قوية.، فالأهم هو إتاحة الفرصة للأفراد للتعبير عن مشاعرهم وفتح قنوات التواصل مع الذات. العلاج بالرقص يمكن أن يكون مفيداً أيضاً لأولئك الذين يعانون من صعوبات في التعبير اللفظي، بحيث يشكل وسيلة بديلة للتواصل مع مشاعرهم مما يساهم في استكشاف أنفسهم بطريقة آمنة وخالية من الضغط".


91169f3db3.jpg

وتضيف أن العلاج بالرقص يتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع احتياجات كل فرد، بحيث لا يعتمد على طريقة واحدة بل يختلف باختلاف الشخص وتجربته. "في هذا النوع من العلاج، يتم التواصل مع الشخص بناءً على وضعه النفسي والجسدي الخاص به، وتخصيص الأنشطة المناسبة له"، مما يجعل العلاج أكثر تخصيصاً وفاعلية.

تتذكر يارا تجربة ألهمتها بشكل خاص أثناء العمل مع شاب مصاب بمتلازمة داون. تقول: "في البداية، كان يبدو محتفظاً بهدوئه؛ كانت حركاته محدودة، وكان غير منطلق وغالباً ما ينفصل عن المحيط. استغرق بناء العلاقة وقتاً وصبراً. لكن مع تطور الثقة تدريجاً، بدأ باستخدام الحركة بطرق تعبيرية مثل التدحرج والزحف والوصول، مستخدماً جسده بالكامل والأرض كرفيق له. أصبح العلاج بالرقص لغة تواصل له مع نفسه ومع المساحة من حوله."، وتضيف: "كانت هناك لحظة عندما بدأ بالرقص، وانضممت إليه. كانت حركته حرة، غير مقيدة، وعندما تبعته، أصبحت على وعي بما نحن عليه من تقييدات اجتماعية على حركتنا".

يعتبر العلاج بالرقص والحركة وسيلة فعالة للشفاء، فهو ليس موجهاً للتخلص من التوتر أو التعب فحسب، بل يساعد الأفراد على التواصل مع أنفسهم بشكل أعمق من خلال الجسد، مما يساهم في تحقيق توازن نفسي وجسدي. يهدف هذا العلاج إلى تحقيق فهم أعمق للذات، مما يعزز الثقة بالنفس ويعزز من القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية اليومية

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق