أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من جديد الجدل حول انتخابات البابوية، فبعد مزحة أنه يتطلع أن يكون "بابا الفاتيكان"، والتي أثارت ردود فعل كبيرة لدى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، عاد من جديد بمزحة أخرى إلا هذه المرة كانت في شكل صورة. 

ترامب أنا بابا الفاتيكان الجديد! 

إذ نشر ترامب عبر صفحته على منصة Truth Social، صورة له وهو يرتدي زي البابوية، وهي معدلة بالذكاء الاصطناعي وفي هذه الصورة لم يكتب تعليق عليها وإنما أكتفي بنشرها. إلا أنها حظيت بردود فعل كبيرة ومتباينة بين من يرى أن هذه مزحة لطيفة، وبين فريق آخر انتقد هذا التصرف كون لا يصلح إطلاق مزح كهذه حول شخصية البابا. 

وتوفي البابا فرنسيس في 21 أبريل نتيجة مضاعفات ناجمة عن سكتة دماغية، وأُقيمت جنازته يوم السبت في ساحة القديس بطرس بحضور رؤساء الدول، بمن فيهم الرئيس والسيدة الأولى ميلانيا ترامب . ووري جثمان البابا فرنسيس الثرى في كنيسة القديسة مريم الكبرى، إحدى الكنائس البابوية الأربع في روما.

وأثارت الصورة التي نشرها ترامب ردود فعل في الداخل الأمريكي، إذ  نشرت ميلاني داريغو، المديرة التنفيذية لحملة الصحة في نيويورك والمرشحة الديمقراطية السابقة للكونجرس، تغريدة على منصة قائلة: "الرجل الذي خالف جميع الوصايا العشر ينشر صورًا لنفسه وهو يتنكر في هيئة البابا القادم".

وفي وقت سابق سئل ترامب عمن يتمنى أن يخلف فرانسيس في منصب البابا الجديد، فأجاب مازحًا: "أتمنى أن أصبح بابا" .

وأضاف، أثناء حديثه للصحفيين يوم الأربعاء: "سيكون هذا خياري الأول. لا، لا أعرف، ليس لدي أي تفضيل... يجب أن أقول إن لدينا كاردينالًا [تيموثي دولان، رئيس أساقفة نيويورك منذ عام 2009] من مدينة تُدعى نيويورك، وهو شخصٌ ممتاز.

وزير خارجية أمريكا يعلق على مزحة ترامب 

كما أطلق ماركو روبيو ، وزير خارجية ترامب ومستشاره المؤقت للأمن القومي، نكتة حول كونه البابا القادم في مقابلة يوم الخميس مع شون هانيتي من قناة فوكس نيوز، قال روبيو في جزء من حديثه: "ليس من الضروري أن تكون كاهنًا. أي شخص - الناس لا يعرفون ذلك. يمكن لأي رجل كاثوليكي غير متزوج أن يصبح بابا، لكنني تزوجت وأنا سعيد بزواجي، لذا أعتقد أنني سأفتقد هذه الفرصة".

فيما نشر السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام من ولاية كارولينا الجنوبية على منصة إكس قائلاً: "لقد سررتُ لسماع أن الرئيس ترامب منفتح على فكرة أن يكون البابا القادم. سيكون هذا مرشحًا غير متوقع، لكنني أطلب من المجمع البابوي والمؤمنين الكاثوليك أن يبقوا منفتحين على هذا الاحتمال! إن توليفة البابا والرئيس الأمريكي الأولى لها مزايا عديدة. أنتظر بفارغ الصبر... ترامب الثامن والعشرون!"

ويوم الجمعة، قام الفاتيكان بتثبيت مدخنة فوق سقف كنيسة سيستينا استعدادا لانعقاد مجمع الكرادلة والمقرر أن يبدأ في 7 مايو من أجل انتخاب بابا جديد.

أما عن تفاصيل العملية الانتخابية، ففي نهاية كل جلسة تصويت للكرادلة المجتمعين داخل الكنيسة، تحرق بطاقات الاقتراع في موقد، ثم يتصاعد من المدخنة التي يُمكن رؤيتها من ساحة القديس بطرس، وفي حال خروج دخان أسود يعني لم يتم انتخاب خلف للبابا، أما في حال تصاعد الدخان الأبيض فهذا يشير الى أنه بات للكنيسة الكاثوليكية حبرا أعظم جديدا.

ويبلغ عدد الكرادلة الناخبين أي الذين هم دون سن الثمانين 135 إلا أن 133 منهم فقط سيشاركون اعتبارا من السابع من مايو في المجمع المغلق، ليختاروا في سرية مطلقة خلفا للبابا فرنسيس في عملية قد تستمر لعدة لأيام.

وفي اليوم الأول، تتم عملية تصويت أولى، ثم أربع عمليات اقتراع يوميا، اثنتان صباحا واثنتان مساء. ويتم انتخاب البابا بأكثرية الثلثين من أصوات الكرادلة، أي 89 صوتا على الأقل.

وفي حال عدم حصول اي مرشح على أصوات كافية في التصويت الصباحي الأول، يجري الكرادلة تصويتا ثانيا ويُطلق على إثرها الدخان.

ونفس الأمر في تصويت الظهر، فإذا انتُخب بابا في التصويت الأول، يتصاعد الدخان الأبيض، أما إذا لم يحدث، يتم تصويتا ثانيا من دون حرق بطاقات الاقتراع.

وفي حال عدم التوصل إلى انتخاب بابا جديد بعد ثلاثة أيام، يتوقف التصويت ليوم واحد تقام خلاله الصلوات ثم تُعقد جولات تصويت أخرى حتى الوصول إلى اختيار نهائي.