في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، أكدت  إيران  أنها سترد بقوة على أي تهديدات إسرائيلية تستهدف منشآتها النووية، مشددة على تمسكها بحقها في تطوير برنامج نووي سلمي.

تحذيرات صارمة من إيران

أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن بلادها سترد بقوة على أي تهديدات إسرائيلية بقصف منشآتها النووية، مؤكدة أن هذه المنشآت محمية بالكامل ولا يمكن تدميرها عبر العمليات العسكرية. 

وأشارت فاطمة مهاجراني إلى أن التكنولوجيا النووية الإيرانية متقدمة وموزعة في أنحاء البلاد، مما يجعل من الصعب استهدافها بشكل فعال.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن إيران لن تدخل في مفاوضات نووية مباشرة مع الولايات المتحدة ما لم تتراجع الأخيرة عن سياسة الضغط الأقصى وتعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015. 

وأكد عراقجي أن التصريحات المتناقضة من الجانب الأمريكي، إلى جانب استمرار العقوبات والتهديدات، أدت إلى تفاقم انعدام الثقة بين الطرفين.

المفاوضات النووية: شروط واضحة

شدد عراقجي على أن إيران لن تتفاوض تحت التهديد أو العقوبات، وأن المفاوضات يجب أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل والندية. وأشار إلى أن سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها واشنطن لا تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور وزيادة التوترات.

وعلى الرغم من التوتر مع الولايات المتحدة، أكد عراقجي في تصريحات سابقة استعداد إيران لمواصلة التعاون مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة) لحل الخلافات سلمياً. 

وأعرب عراقجي عن أمله في أن تنتهج هذه الدول مواقف بناءة تسهم في تحقيق تقدم في الملف النووي.

البرنامج النووي: حق مشروع

أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تصر على حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. 

وأشار إلى أن هذا الحق مكفول بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن إيران ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان شفافية برنامجها النووي.

ردود فعل دولية

في المقابل، حذرت إسرائيل من أن إيران تقترب من تطوير سلاح نووي، مما يزيد من احتمالية اتخاذ إجراءات عسكرية ضدها. 

وأكدت إسرائيل أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.

من جهته، دعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى خفض التصعيد وتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات، مشدداً على ضرورة تحمل الجميع المسؤولية في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

في ظل هذه التصريحات المتبادلة، يبقى مستقبل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة غير واضح، مع استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية