نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في أوقات النزاع... حماية الصحافيين هي حماية الحقيقة! - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 10:58 صباحاً
في الثالث من أيار/مايو من كل عام، نحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو مناسبة لتجديد التأكيد على حقيقة أساسية: حرية التعبير ركيزة أساسية لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.
هذا فيما لا يزال الصحافيون حول العالم، ولا سيما منهم في منطقتنا، يواجهون الترهيب والعنف وحتى الموت لمجرد قيامهم بواجبهم في البحث عن الحقيقة ونقلها ومشاركتها.
في أوقات النزاعات المسلحة، تتضاعف المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون والمصورون والعاملون في وسائل الإعلام، إذ يخاطرون بحياتهم يومياً لنقل الوقائع إلى أنظار العالم. وفي كثير من الأحيان يدفعون ثمناً باهظاً، بحيث ، يتم استهدافهم عمداً، ممّا يشكّل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
يعتبر القانون الدولي الإنساني أن الصحافيين العاملين في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترام حقوقهم وحمايتها ومعاملتهم كأشخاص مدنيين بما في ذلك حمايتهم من أي شكل من أشكال العنف، إلا أننا نشهد انتهاكات متزايدة بهذا الخصوص وشيوع للإفلات من العقاب.
اليوم، مع تصاعد النزاعات في أنحاء عدة من منطقتنا، يتجلّى الثمن الذي يدفعه الصحافيون بوضوح. في غزة ولبنان وسوريا واليمن والسودان وغيرها، حيث قُتل صحافيون أو أصيبوا أو احتجزوا تعسفاً أو اختفوا قسراً.
وعلى امتداد المنطقة، لا تزال أوضاع حرية التعبير تبعث على القلق الشديد، فالقوانين التي تُجرّم انتقاد السلطات، والتفسيرات الفضفاضة للعديد من المفاهيم كالـ "الأخبار الكاذبة"، واستخدام تشريعات مكافحة الإرهاب وقوانين الجرائم الإلكترونية لتكميم الأفواه، جميعها أدوات تُستخدم لقمع حرية التعبير، بحيث تُغلق وسائل الإعلام المستقلة، ويتعرض الصحافيون للملاحقات القضائية، وتُصادر معداتهم، وتُدمر مكاتبهم، وتُهدد عائلاتهم، وتشتد الرقابة، ويصبح العمل الصحافي المستقل مغامرة محفوفة بالمخاطر، وتتفاقم ظاهرة الرقابة الذاتية وسيلة للبقاء.
ولا يؤدي ذلك إلى إسكات الأصوات الفردية فحسب، بل يحرم المجتمعات بأسرها، والمجتمع الدولي أيضاً، الحق في المعرفة.وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، يجب أن تكون القيود المفروضة على حرية التعبير منصوصاً عليها في القانون، وتخدم هدفاً مشروعاً، وأن تكون ضرورية ومتناسبة.
وفي كثير من الحالات، لا تلبي القيود المفروضة في منطقتنا هذه الضوابط، مما يؤدي إلى تآكل الثقة العامة، وكبت الحوار، وزيادة زعزعة الاستقرار.
اليوم، يجب أن نقف متضامنين مع الصحافيين، ولاسيما منهم أولئك الذين يؤدون واجبهم تحت النار.
وندعو جميع أطراف النزاعات إلى احترام القانون الدولي وضمان حماية الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام.
ونحث الدول على مراجعة أو تعديل القوانين التي تقيد حرية التعبير أو تفرض عليها ضوابط لا تنسجم مع القانون الدولي لحقو ق الإنسان، وأن تهيئ بيئة آمنة ومواتية للعمل الصحافي الحر والمستقل.
إن حرية التعبير ليست رفاهية ولا تهديداً. بل هي حق أساسي من حقوق الإنسان، وجوهر الكرامة والمساءلة والسلام.
وعندما ندافع عن حقوق الصحافيين، فإننا في الحقيقة ندافع عن حق كل فرد في الوصول إلى المعلومات، والمشاركة، والسعي الى تحقيق العدالة والمساءلة.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام، دعونا نجدد التزامنا، ليس بالكلمات فحسب، بل بالأفعال، بحماية الصحافيين، وصون حرية التعبير، والدفاع عن الحقيقة.
0 تعليق