خاص.. شراكة استراتيجية أم مغامرة جيوسياسية؟ السودان بين مطرقة التحديات وسندان التحالف الروسي - تكنو بلس

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خاص.. شراكة استراتيجية أم مغامرة جيوسياسية؟ السودان بين مطرقة التحديات وسندان التحالف الروسي - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 12:25 مساءً

في ظل التغيرات المتسارعة على الساحة الدولية، يجد  السودان  نفسه أمام مفترق طرق حاسم تتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية، مما يدفع الخرطوم لإعادة تقييم تحالفاتها الاستراتيجية. 

فيسعى السودان إلى إعادة تموضعه الاستراتيجي من خلال تعزيز علاقاته مع قوى دولية فاعلة بعد التحولات الجيوسياسية المتسارعة

يأتي ذلك في وقت يشهد فيه العالم إعادة تشكيل لموازين القوى، مما يدفع الدول، خاصة تلك التي تواجه تحديات أمنية واقتصادية، إلى البحث عن شركاء يضمنون مصالحها الوطنية.

من بين هذه الخيارات، يبرز التعاون مع روسيا كخيار مثير للجدل، يحمل في طياته فرصًا وتحديات قد تعيد رسم ملامح السياسة السودانية في المنطقة.

البرهان وبوتين

السودان وروسيا: تعاون متجدد

قال الدكتور حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية السوداني في تصريحات خاصة لـ«موقع تحيا مصر»، إن السودان أعلن عن توقيع اتفاقية عسكرية استراتيجية مع روسيا، تشمل شراء مقاتلات متطورة ومنظومات دفاع جوي حديثة، بهدف تعزيز القدرات العسكرية وحماية المجال الجوي للبلاد. 

تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه البلاد تحديات أمنية متزايدة، وتعتبر جزءًا من جهود الحكومة السودانية لتعزيز جاهزية الجيش وتحسين قدراته الدفاعية 

القاعدة البحرية: بين الطموح والتحفظ

وأضاف دنقس، أن الاتفاقية تتضمن إنشاء قاعدة لوجستية للبحرية الروسية على البحر الأحمر، مما يمنح موسكو موطئ قدم استراتيجي في المنطقة. 

ورغم الإعلان الروسي الرسمي، إلا أن الخرطوم التزمت الصمت، خاصة أنه لا يوجد اتفاق كبير حول العلاقات الخارجية بين أطراف السلطة، وهي مجلسا السيادة والوزراء وقوى إعلان الحرية والتغيير، إضافة إلى حركات الجبهة الثورية الموقعة على اتفاق السلام 

المكاسب والتحديات: رؤية دنقس

يرى الدكتور حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية السوداني، أن التعاون مع روسيا يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية للسودان. 

ويؤكد أن المكاسب المحتملة ليست رمزية، بل تشمل تعزيز المنظومات الدفاعية والتقنية، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات في مجالات البنية التحتية والطاقة والتعدين

التحذيرات الدولية: مخاوف من العزلة

في المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من التقارب السوداني الروسي، محذرة من أن مثل هذه الخطوات قد تزيد من عزلة السودان وتعمق الصراع الحالي، مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي. 

وأكدت أن المضي قدمًا في الاتفاق البحري أو أي شكل آخر من أشكال التعاون الأمني مع روسيا قد يتعارض مع مصالح السودان على المدى الطويل 

بين الفرص والتحديات، يقف السودان أمام قرار استراتيجي قد يحدد مستقبله في السنوات القادمة. فهل ستتمكن الخرطوم من تحقيق توازن بين مصالحها الوطنية والضغوط الدولية، أم أن التعاون مع روسيا سيكون بداية لتحولات جيوسياسية جديدة في المنطقة؟

دنقس: شراكة استراتيجية مع روسيا تعيد للسودان هيبته وتحصنه من العزلة الدولية

في ظل واقع إقليمي مضطرب وتحديات أمنية واقتصادية متفاقمة، يطالب خبراء استراتيجيون بضرورة تحرك السودان بثبات نحو بناء تحالفات دولية جديدة تخدم مصالحه القومية. ويعتبر الدكتور حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الشراكة مع روسيا تمثل فرصة استراتيجية لا ينبغي إضاعتها، مشدداً على أن السودان لم يعد يحتمل الحسابات الضيقة أو الانتظار في زمن لا يرحم المترددين.

التحالفات الجديدة ضرورة لا ترف:

يرى دنقس أن العالم بات اليوم محكوماً منطق الأحلاف، ومن لا يملك تحالفاً قوياً يصبح عُرضة للعزلة والابتزاز السياسي والاقتصادي. 

ويشير إلى أن السودان، بما يواجهه من تحديات معقدة على المستويين الداخلي والإقليمي، بحاجة ماسة إلى إعادة صياغة علاقاته الخارجية استناداً إلى مصالحه الوطنية العليا، وليس استجابة للضغوط التقليدية من بعض القوى.

روسيا.. بوابة لتحصين الموقف السوداني:

يشدد دنقس على أن توقيع اتفاقية التعاون مع روسيا يجب ألا يُنظر إليه من منظور سياسي ضيق، بل باعتباره خياراً استراتيجياً طويل الأمد ينسجم مع ضرورات المرحلة، ويعيد إلى السودان موقعه الفاعل في محيطه الإقليمي والدولي. 

كما يؤكد أن التعاون مع قوة عالمية مثل روسيا سيعزز من موقع السودان التفاوضي مع القوى الأخرى، ويمنحه هامشاً أوسع في إدارة علاقاته بعيداً عن ضغوط المحاور التقليدية.

الحياد لم يعد مجدياً:

في عالم اليوم، حسب ما يقول دنقس، لم تعد المراهنة على الحياد والتريث خياراً واقعياً، لا سيما لدولة مثل السودان تخوض صراعاً داخلياً معقداً وتواجه أزمات اقتصادية خانقة.

ويضيف: المطلوب من الحكومة أن تتحرر من الخوف، وأن تتحرك بثقة نحو شراكة تعيد الاعتبار للسيادة الوطنية وتؤسس لعلاقات خارجية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة

قرارات سيادية لا مناورات سياسية:

يختم دنقس حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تتطلب شجاعة في اتخاذ قرارات سيادية لا مكان فيها للمناورات السياسية. 

ويعتبر أن السودان، الذي دفع ثمناً باهظاً في السنوات الأخيرة، لم يعد لديه ما يخسره، مشدداً على أن التغيير الحقيقي يبدأ من إعادة النظر في الاستراتيجيات الداخلية والخارجية، لبناء دولة قادرة على حماية سيادتها وتلبية تطلعات شعبها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق