نظرًا للعلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والرياضة، نُظّمت ندوة بعنوان "The Pressure to Perform – Balancing Mental Well-being and Competition" ضمن فعاليات Beirut Sports Festival 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء والرياضيين، وأدارتها ملكة جمال لبنان ندى كوسا.

ناقشت كوسا خلال الندوة مواضيع محورية تتعلق بالصحة النفسية والنشاط البدني، بمشاركة كل من: الدكتور فريد طليع، الاختصاصي في الأمراض النفسية، والدكتورة إليسار راضي من منظمة الصحة العالمية، و ناتالي جبيلي، الاختصاصية في علم النفس العيادي.

ركّز النقاش على أهمية الرياضة في تعزيز الصحة النفسية، والتأثير الإيجابي الملحوظ لها على من يلتزم بممارستها. كما تحدث كل من الرياضي ريان مرعب والرياضية شيرين نجيم عن تجربتهما الشخصية، مشددَين على الدور الأساسي للرياضة في حياتهما، وعدم القدرة على الاستغناء عنها نظراً لانعكاساتها الإيجابية الشاملة على مختلف جوانب الحياة.

الرياضة والصحة النفسية
في حديث خاص لـ"النهار" على هامش الندوة، أكدت كوسا أهمية الرياضة في حياة الأطفال وصحتهم النفسية، مشددة على ضرورة توجيههم نحو النشاط البدني في ظل تفشي الإدمان على الأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً بين الأطفال والمراهقين. وأوضحت أن إدخال الرياضة في حياة الأطفال ضمن إطار إيجابي يمكن أن يساعد في إبعادهم عن هذه الإدمانات.

وأشارت كوسا إلى أن ممارسة الرياضة تحفّز إفراز مادة "الدوبامين" في الدماغ، ما يعزز الشعور بالسعادة ويحسّن الحالة النفسية والمزاجية. كما أنها وسيلة للتعبير عن الذات وتفريغ الضغوط والمشاعر المكبوتة، التي قد تتحوّل إلى عدوانية أو سلوكيات سلبية – كما نلاحظ اليوم عند كثير من الأطفال – في حال عدم تفريغها بطريقة صحية.

الرياضة ضرورة رغم الانشغالات
من خلال تجربتها الشخصية، تحدثت كوسا عن تحدّي التوفيق بين جدول أعمالها المزدحم وممارسة الرياضة، مؤكدة أن ضيق الوقت لا يجب أن يكون عذرًا للامتناع عنها. وقالت: "رغم كثرة الضغوط والانشغالات التي أواجهها في الفترة الحالية، أعلم جيدًا أن التهاون في ممارسة الرياضة غير مسموح، ويجب عدم اتخاذ أي مبرر للامتناع عنها. من المهم التأكيد على إمكانية ممارستها مهما كانت الظروف."

وأضافت أن الرياضة "لا تعني بالضرورة تمارين مكثفة لساعات، بل يمكن الاكتفاء ببعض التمارين الصباحية أو تمارين التمدد والاسترخاء في المساء للحصول على نوم هانئ"، مشددة على أن الابتعاد لدقائق عن شاشة الهاتف أو الكمبيوتر، وممارسة بعض الحركات الجسدية البسيطة، يساهم في الحد من التوتر والتشنجات العضلية الناتجة عن نمط الحياة الساكن.