يتسارع الأمريكيون حاليًا إلى اقتناء السيارات الجديدة، مدفوعين بمخاوف من ارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة، في ظل تزايد احتمالات استمرار الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة. وأشار خبراء في سوق السيارات إلى أن هذه المخاوف تستند إلى سياسات جمركية أعلنت عنها الإدارة الأمريكية، وتحديدًا الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أطلق موجة جديدة من التعريفات الجمركية على واردات السيارات.

ارتفاع المبيعات مدفوع بالقلق من الرسوم

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة "كوكس أوتوموتيف" الأمريكية المتخصصة في أبحاث السوق، شهدت مبيعات السيارات الجديدة ارتفاعًا ملحوظًا خلال العام الجاري، حيث زادت بشكل ملحوظ في شهر مارس الماضي، وهو الشهر الذي أعلن فيه ترامب رسميًا عن عزمه فرض رسوم جمركية جديدة على السيارات المستوردة. هذا الإعلان كان بمثابة إنذار مبكر للمستهلكين، دفع الكثيرين إلى الإسراع في اتخاذ قرار الشراء قبل أن تقفز الأسعار.

استراتيجية جمركية لتعزيز الإنتاج المحلي

وذكر "الراديو الوطني العام" الأمريكي (NPR) أن الرئيس ترامب أقدم على خطوة فرض الرسوم الجمركية البالغة 25% على السيارات المستوردة، في إطار استراتيجية تهدف إلى تحفيز شركات السيارات الأمريكية على زيادة التصنيع المحلي. هذه المغامرة الجمركية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات، وتعزيز قطاع الصناعة الوطنية، لكنها في الوقت نفسه تُثير قلقًا واسعًا في أوساط المصنعين والمستهلكين على حد سواء.

أثر الرسوم الجمركية على صناعة السيارات وأسعارها

وكان لقرار فرض الرسوم الجمركية تأثير فوري على صناعة السيارات العالمية، حيث أدت إلى رفع تكلفة الاستيراد، وهو ما سينعكس لاحقًا على أسعار البيع النهائية للمستهلكين. ويتوقع خبراء أن تشهد أسعار السيارات ارتفاعًا تدريجيًا خلال العام الجاري، نتيجة لتحمل المصنعين تكاليف إضافية ناتجة عن الضرائب الجديدة.

46% من السيارات المستوردة مصدرها دول أجنبية

وفقًا لتقديرات شركة "إس أند بي جلوبال" الأمريكية للخدمات المالية والتجارية، استوردت الولايات المتحدة خلال العام الماضي نحو 46% من احتياجاتها من السيارات من الخارج، وكانت المكسيك هي المصدر الأكبر، حيث صدّرت نحو 2.5 مليون سيارة إلى السوق الأمريكية. وتعكس هذه الأرقام مدى الاعتماد الكبير للولايات المتحدة على السيارات الأجنبية، ما يجعل أي تغييرات في الرسوم الجمركية تؤثر بشكل مباشر على السوق والأسعار.