خلفيات الارتباك في مسار المحادثات النووية بين طهران وواشنطن - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خلفيات الارتباك في مسار المحادثات النووية بين طهران وواشنطن - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 07:53 مساءً

أعلنت ايران وأميركا بعد ثلاث جولات من المحادثات خلال ثلاثة أسابيع متتالية بوساطة عمانية في مسقط وروما، أن الجولة الرابعة من المحادثات التي كانت مقررة السبت 3 أيار/مايو في روما قد أُرجئت. ورغم أن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي اعتبر أن الأسباب اللوجستية والفنية، تقف وراء إرجاء المحادثات وأكد أن أي تغير لم يطرأ على الإرادة الايرانية للتوصل إلى مقاربة، لكن يبدو أن سبب إرجاء المفاوضات، هو أكثر تعقيداً وتنوعاً من الأسباب المُعلنة.

 

وكنت قد أكدت في المقالات السابقة التي نُشرت في "النهار" أن التعقيدات وأهمية المحادثات بين ايران وأميركا هي بالشكل، بحيث أن تقدمها وتوصلها إلى النتيجة المنشودة تعترضهما عقبات عديدة. وأشير في هذا  المقال إلى عدد من الأحداث التي تُظهر أن ثمة تطورات حدثت في كواليس المحادثات ساهمت في إرجاء الجولة الرابعة. والأهم من ذلك الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي التجاري، والذي تزامن مع الجولة الثالثة من المحادثات، وأسفر عن نحو 60 قتيلا و 1500 جريح وخسائر تُقدر بـ 4 مليارات دولار. وعلى رغم أن الأخبار الرسمية لم تؤكد حتى الان حصول عمل تخريبي، بيد أن قرائن كثيرة تشير إلى ضلوع اسرائيل في الانفجار. إن احتمال وجود مواد كيميائية قابلة للاستخدام في صناعة الصواريخ في هذا الميناء والتمهيد الإعلامي في هذا المجال منذ ثلاثة أشهر، هما أكبر من أي دليل آخر،  على ضلوع اسرائيل بهذا الانفجار. الحادث الذي ترك أثره السلبي على مجرى المحادثات.

 

وترى السلطات الايرانية أن أي إجراء من جانب اسرائيل ضد ايران، يتم بضوء أخضر من أميركا، وثمة انطباع في ايران بأنه إن كان لاسرائيل ضلع في تفجير ميناء الشهيد رجائي، فان ذلك لم يكن ليحصل من دون علم أميركا، وهذا يُظهر في ذاته أن أميركا بالتزامن مع المحادثات، تستخدم أداة الضغط على ايران. وهي النقطة التي أشار إليها الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الايراني محمد سرافراز على منصة "إكس" إذ كتب: "في فرصة الشهرين من المحادثات النووية، أميركا تتفاوض واسرائيل تنفذ العمليات!

 

علما أميركا وإيران (أرشيفية)

 

وعلى الجانب الأميركي، يبدو أن التصريحات التهديدية ضد ايران، قد تصاعدت وحتى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان قد اعتبر قبل أيام فحسب أن التوصل إلى اتفاق بات وشيكاً، ينفذ من خلال مواقفه المتضاربة وأحيانا المتناقضة، سياسة الجزرة والعصا حيال ايران. فهو يعرب تارة عن حرصه على التوصل إلى اتفاق مع ايران وحتى أنه كلف بدلاً من وزير خارجيته ماركو روبيو، أحد القريبين منه أي ستيف ويتكوف، مهمة إجراء المحادثات مع ايران، لكنه قال في آخر تصريح له إن أي بلد يشتري النفط من ايران، لن يُسمح له بالتجارة مع أميركا، أي بدلا من إعطاء الضوء الأخضر لرفع العقوبات وهو ما يشكل المطلب الرئيسي لايران، يعود ويؤكد على تكثيف العقوبات. وبالتزامن، تجاوز وزير الخارجية الأميركي الخط الأحمر المعلن من ايران وقال أن على الأخيرة التوقف عن تخصيب اليورانيوم، لان البلد القادر على التخصيب بنسبة 3.67 بالمئة، سيكون قادراً على تصنيع قنبلة ذرية. وكانت ايران قد طلبت في الجولة الثالثة من المحادثات من واشنطن أن تشارك وتستثمر في هذا القطاع من أجل تبديد المخاوف حيال الأنشطة النووية الايرانية".

 

وأثارت هذه المواقف والإجراءات الأخرى احتجاج ايران وقلقها. وفي آخر إجراء، بادرت وزارة الخزانة الأميركية في 30 نيسان/ابريل إلى وضع عقوبات على 7 كيانات مرتبطة بتجارة مشتقات النفط والبتروكيماويات مع ايران، وأعلن وزير الخارجية ذلك رسمياً. والطريف أن العقوبات الأخيرة وُضعت على شركة تقول أميركا إنها المسؤولة عن توفير بيركلورات الصوديوم وثنائي أوكتيل الساباكيت من الصين لايران. وهي المواد التي تشكل المكون الرئيسي للوقود الصلب للصواريخ البالستية.

 

وبالتزامن مع الإعلان عن العقوبات الجديدة، توجه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت إلى ايران قائلا: "إننا نشاهد دعمكم القاتل للحوثيين... إنكم ستدفعون ثمن هذا الدعم في الزمان والمكان اللذين نختارهما نحن". وقد قوبلت هذه التصريحات التهديدية، بردة فعل من موقع "نور نيوز" التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني الذي قال: "أظهرت التجربة أن واشنطن كلما تصاب بالضعف أو العجز في الحصول على تنازلات في المحادثات، تعود إلى لغة التهديد والضغط. إن هذه التهديدات والإجراءات بما فيها العقوبات التي تضعها أميركا بصورة منتظمة قبيل كل جولة من المحادثات ضد ايران، تشكل محاولة للتأثير النفسي على مسار المحادثات أكثر من كونها توطئة للقيام بعمل عسكري حقيقي". 

 

وبعد يوم واحد، أظهر نبأ إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ومساعده أليكس وانغ على خلفية تسريب أخبار عسكرية سرية على تطبيق "سيغنال" أن ثمة تغيرات مهمة داخل فريق صنع القرار للسياسة الخارجية الأميركية على الأبواب ، وربما لن يكون ذلك في مصلحة المحادثات مع ايران. ورغم كل هذه التطورات، ما زالت كفة الأمل بالتوصل إلى اتفاق بين ايران وأميركا أكثر ترجيحاً، ويبدو أنه كما أعلن وزير الخارجية الايراني، إن تم رفع العقوبات والاعتراف بحق ايران في تخصيب اليورانيوم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلن تنجح القضايا التي يُثيرها معارضو الاتفاق، إلا إذ أرادت أميركا تغيير جهة المحادثات نحو فرض مطالب أحادية بدلاً من الاتفاق، وحينها لن ترضخ طهران إطلاقاً لهكذا اتفاق. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق