نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فيديو الحكم المصري برفض التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير قديم FactCheck# - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 04:22 مساءً
نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك فيديو بمزاعم انه لحكم صدر أخيرا يقضي برفض التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير. الا أنّ هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
فقد نشرت حسابات على فايسبوك فيديو يظهر قاضياً مصرياً يتلو حكماً بوقف التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وكُتِب معه تعليق (من دون تدخل): "ريحوا انفسكم من الهبد في الموضوع ده يالا اللي بعده.. مصر أوقفت تسليم جزيرتين تيران وصنافير إلى السعودية... الجزيرتين أراضي مصرية بالوثائق والخرائط والمستندات وبحكم المحكمة الإدارية العليا القائم على المستندات والوثائق والخرائط".
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)
حقيقة الفيديو
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذا الفيديو قديم، إذ يعود إلى 16 كانون الثاني (يناير) 2017، وهو لحكم المحكمة الإدارية العليا المصرية برفض طعن الحكومة ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي يتم بموجبها التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.
وتوصلت "النهار" إلى الفيديو الأصلي- ومدته تزيد عن 7 دقائق- والذي اقتطع منه المقطع المتداول ابتداء من الدقيقة 4:35، لمدة دقيقة و30 ثانية. وقد المصرية (خاصة) بعنوان: الحياة اليوم- تيران وصنافير مصرية بإجماع آراء قضاة الإدارية العليا.

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة الحياة في يوتيوب في 16 كانون الثاني 2017
حينها، أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مصر حكما نهائيا ببطلان توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية، تضمنت نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للمملكة.
وقضت المحكمة الإدارية العليا، في جلسة بثتها القنوات الفضائية المصرية على الهواء مباشرة، برفض طعن الحكومة بحكم أصدرته محكمة القضاء الإداري الأدنى في حزيران (يونيو) ببطلان توقيع ممثل الحكومة على الاتفاقية.
وقال القاضي في حكمه إنه "وقر واستقر في عقيدة المحكمة أن سيادة مصر على جزيرتي تيران وصنافير مقطوع بها، ودخول الجزيرتين ضمن الأراضي المصرية ما انفك راجحا رجحانا يسمو لليقين، ذلك كأثر لسيادتها المستقلة". وأضاف أن "الحكومة لم تقدم وثيقة أو شيء آخر ينال من هذا الأمر".
جزيرتان في موقع استراتيجي
وجزيرتا تيران وصنافير الواقعتان في البحر الأحمر تتحكمان بمضيق تيران الذي يسمح بالوصول إلى ميناءي إيلات الاسرائيلي والعقبة الأردني من البحر الأحمر.
وتبعد جزيرة تيران التي تبلغ مساحتها 61,5 كلم مربعا، نحو ستة كيلومترات عن الساحل الشرقي لشبه جزيرة سيناء، حيث تقع مدينة شرم الشيخ السياحية، عند مدخل خليج العقبة. أما صنافير التي تمتد على مساحة 33 كلم مربعا، فتقع على بعد 2,5 كلم شرقا.
وكانت تيران تعد مركزا لهواة الغطس وتشتهر بشعبها المرجانية. وتضم مطارا صغيرا يستخدم لمد قوات حفظ السلام المتمركزة فيها، منذ توقيع اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر. يبلغ عديدها اليوم 1700 شخص، بينهم 450 أميركيا.
أما جزيرة صنافير، ففيها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ.
وكانت الجزيرتان غير المأهولتين تحت سيطرة مصر منذ 1950. واحتلتهما اسرائيل خلال حرب السويس، التي خاضتها ضد مصر مع فرنسا وبريطانيا في 1956، بعد إعلان الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس، التي كانت تدير الممر الملاحي الدولي وتخضع لسيطرة فرنسا وبريطانيا.
وكانت الجزيرتان الشرارة التي أشعلت الحرب العربية- الاسرائيلية عام 1967 عندما أعلنت مصر نشر قواتها فيهما وإغلاق مضيق تيران.
واستعادت مصر السيطرة على الجزيرتين عام 1982 بموجب معاهدة السلام المصرية- الاسرائيلية الموقعة في 1979، والتي نصت على اعتبار الجزيرتين جزءا من منطقة لا توجد فيها قوات عسكرية، بل شرطة فقط، وتنتشر فيها قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات.
وأبرمت القاهرة والرياض في 8 نيسان 2016 اتفاقية لترسيم الحدود نصت على انتقال تبعية تيران وصنافير الى السعودية، بعد جدل قانوني واسع في مصر وغضب وتظاهرات احتجاجية صغيرة تم قمعها على الفور. ووصل الأمر الى القضاء المصري، الذي تضاربت قراراته، فألغتها كلها المحكمة الدستورية العليا في جزيران 2017.
وفي الشهر نفسه، أقر البرلمان المصري اتفاقية ترسيم الحدود، ثم صادق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونشرت في الجريدة الرسمية.
الخلاصة: الفيديو المتداول قديم، اذ يعود إلى عام 2017. ويصوّر رفض المحكمة الإدارية العليا في مصر لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي تنتقل بموجبها سيادة جزيرتي تيران وصنافير إلى الأخيرة.
0 تعليق