طائرة لا تشبه غيرها... كيف تحولت طائرة الرئاسة الأميركية إلى أسطورة جوية؟ - تكنو بلس

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طائرة لا تشبه غيرها... كيف تحولت طائرة الرئاسة الأميركية إلى أسطورة جوية؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 09:25 مساءً

لطالما أثارت طائرة الرئاسة الأميركية أو Air Force One اهتمام العالم، ليس فقط كوسيلة نقل، بل كرمز للقوة والسيادة الأميركية. والمفارقة أن Air Force One ليست اسمًا لطراز واحد من الطائرات، بل هو رمز النداء الرسمي لأي طائرة تابعة لسلاح الجو الأميركي تقلّ الرئيس أثناء تحليقه.

لكن خلف هذه التسمية، تقف قصة مذهلة من التطور التكنولوجي والدلالات السياسية التي رافقت كل طائرة رئاسية، بدءًا من تجارب بدائية في أوائل القرن العشرين، حتى الطائرات الفخمة والمحصنة في العصر الحديث.

البدايات: من الطيران الهواة إلى البقرة المقدسة

في 11 أكتوبر 1910، أصبح ثيودور روزفلت أول رئيس أميركي سابق يطير في الجو – بعد مغادرته المنصب – على متن طائرة من طراز الأخوين رايت، بقيادة الطيار أرشيبالد هوكسي.
 

9a5b398218.jpg

لكن أول محاولة رسمية لتخصيص طائرة للرئيس جاءت عام 1933، عندما خصصت البحرية طائرة برمائية من طراز Douglas Dolphin RD-2 للرئيس فرانكلين روزفلت، لكنها لم تُستخدم فعليًا.

في ذروة الحرب العالمية الثانية، أصبح روزفلت أول رئيس يسافر جوًا أثناء ولايته باستخدام طائرة "ديكسي كليبر"، من طراز بوينج 314، لعبور المحيط إلى مؤتمر الدار البيضاء عام 1943، تفاديًا لتهديدات الغواصات الألمانية.

لاحقًا، جُهّزت طائرة C-54 "سكاي ماستر"، ولقّبت بـ"البقرة المقدسة"، لتلائم حالته الصحية المتدهورة، مع تجهيزات خاصة كسرير ورافعة لكرسيه المتحرك.
 

83a48b466f.jpg

من ترومان إلى كينيدي: التحليق يدخل مرحلة السيادة

الرئيس هاري ترومان استخدم "البقرة المقدسة"، ثم حصل على طائرة جديدة من طراز Douglas VC-118، أسماها "الإندبندنس"، بطلاء مميز ورأس نسر ضخم في مقدمتها.

أما العصر الذهبي لطائرة الرئاسة فبدأ مع جون كينيدي عام 1962، عندما دخلت الخدمة طائرة SAM 26000 – أول طائرة تُصمم خصيصًا للرئيس، بلون أزرق وأبيض، أصبح لاحقًا تقليدًا رسمياً.

هذه الطائرة شهدت واحدة من أكثر اللحظات التاريخية درامية، حين أدى ليندون جونسون اليمين الدستورية على متنها، بعد اغتيال كينيدي في دالاس عام 1963.
 

8d9d0b8049.jpg

في عام 1953، وخلال عهد الرئيس أيزنهاور، حصل التداخل بين طائرة رئاسية وطائرة تجارية تحمل نفس رمز النداء، مما أدى إلى اعتماد "Air Force One" كنداء خاص وحصري للطائرة الرئاسية، لتفادي أي أخطاء قاتلة في الاتصال الجوي.

أيزنهاور استخدم لاحقًا طائرات نفاثة لأول مرة، مثل بوينج VC-137، ما مثّل نقلة نوعية في السرعة والتكنولوجيا.

من نيكسون إلى بوش: الرؤساء والتحولات الكبرى

خلال رئاسة ريتشارد نيكسون، دخلت الخدمة طائرة SAM 27000، وهي نسخة متطورة من VC-137، واستُخدمت لعقود من قبل رؤساء لاحقين.
 

4352d30ef0.jpg

وفي مشهد رمزي، طلب الطيار تغيير رمز النداء إلى SAM 27000 بدل "Air Force One"، بمجرد تنصيب جيرالد فورد، بينما كان نيكسون لا يزال على متنها بعد استقالته.

مع جورج بوش الأب، دخلت الخدمة طائرتا VC-25، المشتقتان من بوينج 747-200B، وتضمان مكتبًا رئاسيًا، قاعة مؤتمرات، غرفة طوارئ، ونظام دفاع إلكتروني. هذه الطائرات هي ما يعرفه العالم اليوم باسم "Air Force One".

11 سبتمبر وظهور دور الطائرة في الأزمات

في 11 سبتمبر 2001، كانت الطائرة الرئاسية واحدة من أهم أدوات السيطرة، حيث تم تحويل مسارها فوق خليج المكسيك لحماية الرئيس جورج بوش الابن من طائرة مشبوهة. هذه اللحظة أثبتت أن "Air Force One" ليست مجرد وسيلة نقل، بل مركز قيادة جوي متنقل.
 

d30e923048.jpg

في عام 2015، تم اختيار بوينج 747-8 لتكون الطراز القادم لـ"Air Force One"، لكن التأخير في التسليم دفع الرئيس دونالد ترامب إلى مخاطبة شركة أخرى لتعديل طائرة كانت تابعة للرئاسة القطرية لاستخدامها مؤقتًا، مثيرًا بذلك الجدل حول تكاليف المشروع الفلكية.
 

b879e5a83d.jpg

"Air Force One" ليست مجرد طائرة، بل منصة عائمة للقيادة الأميركية في الجو، وتضم أحدث تقنيات الحماية والتواصل، وتمثل رمزًا للهيبة والنفوذ، ليس فقط داخل الولايات المتحدة، بل أمام العالم بأسره.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق