إسرائيل وإيران... أذربيجان تجمع بين متناقضين! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل وإيران... أذربيجان تجمع بين متناقضين! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 01:15 صباحاً

الرئيس الأذري إلهام علييف، اجتمع بالأمس بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وفي الغد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو! يبدو الأمر كمَن يجمع بين متناقضين، لكنها كذلك هي السياسة التي تفرضها جغرافية المصالح؛ فأذربيجان المسلمة الشيعية العلمانية في منطقة جنوب القوقاز، تحدها جارتها أرمينيا المسيحية التي دخلت معها في صراع عسكري من أجل تحرير مرتفعات ناغورنو كاراباخ. وكذلك تجاور إيران الشيعية التي تجمعها معها روابط تاريخية وعرقية وثقافية، وأيضاً مخاوفٌ من انتقال نظام ولاية الفقيه الديني إلى داخلها وانقلاب نظامها السياسي العلماني.

هذا الموقع على مفترق طرق شرق أوروبا وغرب أسيا، مع وجود ثروات غنية من النفط والغاز والمعادن تضخ سيلاً من الأموال، ساعد أذربيجان على القفز إلى عالم ما بعد الديموقراطية الذي تمثل فيه "لوبيات الضغط" السلطة الخامسة بعد السلطات الثلاث والصحافة في صناعة القرارات السياسية داخل وخارج أي بلدٍ يمتلك هذه الأداة التي أفرزتها الأوليغارشية الرأسمالية لحماية مصالحها. فأذربيجان بتوجيهها جزءاً كبيراً من صادرات الغاز والنفط إلى أوروبا وتركيا وإسرائيل، وكذلك بشرائها للأسلحة من تلك الدول، ساعدها ذلك في حروب الضغط من أجل إدارة معركتها العسكرية مع أرمينيا وكذلك معركتها الأمنية مع إيران.

 

ديبلوماسية الكافيار
إن تجربة اللوبي الصهيوني وكيف أنه استطاع أن يجعل العالم يقبل بغض الطرف عن جرائم إسرائيل، أمر مُلهم لأي دولة في عالم تسوده قوة المال. فأذربيجان التي عاشت التجربة السوفياتية استفادت من تجربة ديبلوماسية الكافيار، أي تقديم الهدايا إلى المسؤولين من أجل أنشطة الضغط، وهو ما كشفت عنه تقارير معهد "مبادرة الاستقرار الأوروبي"، بأن أذربيجان لديها سيطرة على أعضاء المجلس الأوروبي التي هي عضو فيه، من خلال هذا النوع من الديبلوماسية التي هدفها حماية مصالحها على كل المستويات، وبخاصة أن جغرافيتها تقع في منطقة تتلاطم فيها أمواج المصالح.

نجحت أذربيجان في تقديم نفسها لاعباً مهماً في سوق الطاقة الدولية وتأمين أوروبا من دون الخضوع لأي ضغوط خارجية بخاصة من روسيا المتخاصمة مع الأوروبيين، وهو ما استدعى جذب الدعم الغربي لحماية وحدة الأراضي الأذربيجانية وسط التهديدات العسكرية الإيرانية والحرب مع أرمينيا. إلى جانب أن نظامَها السياسي ذا الطبيعة العلمانية الأصولية، استطاع أن يقنع العالم الليبرالي بنموذج الدولة المسلمة الجديدة التي وفرت طبيعة حكمها بيئة جيدة للتعايش بين الأديان بما فيها اليهودية، ولا ينبغي الضغط على هذه الدولة باسم الحريات والحقوق؛ لأن ديموقراطيتها لا تزال في مراحل تطويرها ولا يجب إفشالها باسم قيم الديموقراطية والحريات!

 

نتنياهو يهبط من سماء تركيا
ينظر الإيرانيون إلى رحلة رئيسهم الأخيرة إلى باكو على أنها فصل جديد من العلاقات، فقد قال بزشكيان إن "كاراباخ جزءٌ لا يتجزأ من أراضي أذربيجان"، ما يحمل رسالة طمأنة من جانب طهران التي لطالما ساندت حكومة يريفان الأرمينية! لكن الأمر يتعلق بتحييد مشاريع العزلة الإقليمية ضد بلاده وكذلك التخفيف من تأثير ديبلوماسية الضغط التي تمارسها باكو عبر إدماجها ضمن مشاريع استراتيجية بين روسيا وإيران، منها ممر التجارة الدولي شمال-جنوب وأيضاً مشروع مركز تصدير الغاز في جنوب إيران.

لكن هبوط نتنياهو المنتظر عبر "أجنحة صهيون" في أذربيجان، يُظهر أن باكو ليس من السهل أن تتراجع عن سياستها، فحصول طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على إذن عبور المجال الجوي التركي، إشارة إلى مدى مكانة الوساطة الأذربيجانية بين تركيا وإسرائيل المتنافستين في سوريا. كما أن العلاقة مع إسرائيل تعزز من موقع أذربيجان كبوابة نحو آسيا الوسطى وبلاد القوقاز، وكذلك تعزيز محور "إسرائيل - أذربيجان - تركيا" فرصة لمنح باكو دوراً في الشرق الأوسط، المنطقة الأكثر تأثيراً في العالم، بالإضافة إلى أن مواكبة دعوة السلام الإبراهيمي فرصة لتقديم أذربيجان نموذجاً إسلامياً يتجاوز الصورة النمطية على غرار التجربة التركية!

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق