تشهد إسرائيل تصعيدًا ملحوظًا على عدة جبهات، حيث تتزايد التوترات بين القيادة السياسية والعسكرية بشأن توزيع المساعدات في غزة، في الوقت الذي تُعد فيه خططًا لشن عمليات عسكرية واسعة ضد الحوثيين في اليمن. 
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الهجمات الحوثية على الأراضي الإسرائيلية، مما يضع حكومة إسرائيل أمام تحديات أمنية وسياسية متزايدة.

توتر داخلي بين القيادة السياسية والعسكرية:

أفادت القناة 12 الإسرائيلية بوجود توتر متصاعد بين القيادة السياسية ورئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، وذلك بعد شهر ونصف فقط من توليه منصبه. 
يأتي هذا التوتر على خلفية اقتراح الحكومة بأن يتولى الجيش مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وهو ما رفضه هاليفي بشدة، مؤكدًا أن "جنودنا لن يوزعوا مساعدات في غزة" وأن هذا ليس من مهام الجيش. 
وأشار إلى أن الجنود سيؤمنون المناطق الإنسانية فقط، مما يعكس خلافًا حادًا حول دور الجيش في الأوضاع الإنسانية بالقطاع.

إسرائيل تُعد لعمليات عسكرية في اليمن:

كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن استعداد تل أبيب لشن عمليات عسكرية واسعة ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وذلك ردًا على الهجمات التي شنتها الجماعة على الأراضي الإسرائيلية مؤخرًا. 
وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة ودول أخرى المشاركة في تنفيذ عمليات مشتركة ضد الحوثيين، مع تقديرات تشير إلى أن الحملة قد تستمر عدة أسابيع.

الهجمات الحوثية تُربك الدفاعات الإسرائيلية:

في تطور لافت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الحرب الإسرائيلية في يافا المحتلة بصاروخ باليستي "ذو الفقار"، مؤكدة أن الصاروخ وصل إلى هدفه بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له. 
وأشارت إلى أن الهجمات تأتي دعمًا للمقاومة الفلسطينية في غزة.

أزمة إنسانية متفاقمة في غزة:

في ظل استمرار الحصار والقصف المتواصل في غزة، تعاني الخدمات الطبية من نقص حاد في الموارد، حيث أفادت الأونروا بأن نحو ثلث الإمدادات الأساسية قد نفدت، ومن المتوقع أن ينفد الثلث الآخر في أقل من شهرين. 
كما أشارت منظمات أممية وغير حكومية إلى أن إسرائيل منعت دخول الإمدادات إلى غزة منذ 9 أسابيع، مما أدى إلى توقف المخابز وجوع الأطفال، متهمة إسرائيل بمحاولة تعطيل نظام توزيع المساعدات الأممي في القطاع.
تواجه إسرائيل تحديات متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث تتصاعد التوترات بين القيادة السياسية والعسكرية، وتستعد لعمليات عسكرية جديدة في اليمن، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في غزة. 
هذه التطورات تضع الحكومة الإسرائيلية أمام اختبارات صعبة في إدارة الأزمات المتعددة التي تواجهها.