شهدت الساحة السياسية تصعيدًا جديدًا بعد تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية التي نفت صلتها بالدعم العسكري أو السياسي الذي تقدمه جماعة الحوثي لفلسطين، مؤكدة أن هذه التصرفات تعبر عن قرارات مستقلة تتخذها الجماعة بشكل منفصل. جاء هذا الرد ضمن سياق التوترات الإقليمية وما يصاحبها من اتهامات حول التدخلات الخارجية وتأثيرها على المشهد اليمني والفلسطيني.

إيران تؤكد استقلالية قرارات الحوثيين

جاء في البيان الرسمي للخارجية الإيرانية أن جماعة الحوثي تتخذ جميع قراراتها بشكل مستقل بعيدًا عن أي توجيه خارجي، مشددة على أن محاولات ربط تصرفات الجماعة بالأجندة الإيرانية هي محض ادعاءات تهدف إلى تشويه الواقع وتحويل الأنظار عن “الجرائم الصهيونية” في قطاع غزة. ووصفت الخارجية الإيرانية هذه الاتهامات بأنها “إهانات” للشعب اليمني الذي يعيش تحت ظروف صعبة ويمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه ودعم الشعب الفلسطيني.

الهجمات الأمريكية ودورها في النزاع اليمني

اتهمت إيران الولايات المتحدة الأمريكية بدعم حملة الإبادة التي تستهدف اليمن عبر توفير غطاء عسكري ودعم مباشر للعمليات التي تستهدف المدنيين والخدمات الأساسية. وأشارت إلى أن هذا الدعم يعكس تورطًا غير مباشر في الجرائم التي تُرتكب في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا في سياق الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني في العدوان على غزة، مؤكدة أن هذه السياسات المستفزة تزيد من حالة الغليان في المنطقة وتؤثر على أمن واستقرار دولها.

ردود طهران على التهديدات الإسرائيلية والأمريكية

في الوقت الذي تواصل فيه طهران مواجهة اتهامات بدعم حركات المقاومة، أبدت مواقف حازمة ضد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها واشنطن وتل أبيب. وأكدت إيران أنها ستتعامل بجدية مع أي خطوات عدائية أو استفزازات قد تنجم عن هذه التهديدات، محملة المسؤولين عن التصريحات العدوانية المسؤولية الكاملة عن النتائج المترتبة عليها. علاوة على ذلك، أوضحت أن دعمها للقضايا الفلسطينية يأتي ضمن نهج مبدئي قائم على مساندة الشعوب المضطهدة دون أي تدخل مباشر في القرارات التي تتخذها حركات المقاومة.

على الرغم من التوترات المتصاعدة، أكدت إيران رغبتها في الحفاظ على استقرار المنطقة مع تمسكها بالدفاع عن القضايا العادلة ومبادئ الحق، ما يبرز تعقيد الوضع الإقليمي وتضارب المصالح بين اللاعبين الأساسيين.