ترامب فاز بمعادن أوكرانيا... هل تتوقف الحرب؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب فاز بمعادن أوكرانيا... هل تتوقف الحرب؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 03:34 صباحاً

تنظر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأوكرانيا إلى اتفاق المعادن، الذي جرى التوقيع عليه الأسبوع الماضي، على أنه يحقق ما أراده الطرفان من هذا الاتفاق، في غمرة الجهود الأميركية المبذولة، لتحقيق وقف للنار في الحرب المستمرة منذ ما ينوف على الأعوام الثلاثة.

ترامب يرى أن الاتفاق وفر للولايات المتحدة الوصول إلى المعادن الثمينة التي تدخل في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية العالية الدقة، فضلاً عن العثور على طريقة لسداد قيمة الأسلحة التي وفرتها أميركا لكييف منذ بدء الحرب في 2022، علماً بأن بنود الاتفاق لا تتطرّق مباشرة إلى هذه الناحية، لكن في إمكان الإدارة الأميركية الحالية زعم ذلك.

أما بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيستطيع الزعم هو الآخر، أن تردّده في التوقيع على الاتفاق بالصيغة التي طرحها الأميركيون في شباط/ فبراير الماضي، أثمر في نهاية المطاف تعديلات جوهرية، صبّت في مصلحة الدولة الأوكرانية، بحيث صار الاتفاق متوازناً إلى حدّ كبير، بينما الأهمّ من كل ذلك، أن الرئيس الأوكراني حقق عبر الاتفاق غاية أساسية، وهي استمرار تدفق المساعدات العسكرية الأميركية، التي لولاها لكانت روسيا حققت أضعاف ما حققته في حربها.


هل يدفع اتفاق المعادن، روسيا إلى تليين موقفها من وقف النار؟ تلك هي المسألة الأكثر أهمية التي في ضوئها يمكن الحكم على الجدوى الاستراتيجية من الاتفاق.

بعد الاتفاق، خرج زيلينسكي بتحذير ينمّ عن بعض الجرأة والغرابة في الوقت ذاته. قال إن أوكرانيا لا تضمن أمن القيادات الدولية التي ستحضر احتفالات عيد النصر في موسكو. ردّ نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف بتحذير أقوى، مفاده أنه إذا تعرّضت الاحتفالات الروسية لأيّ هجوم أوكراني، فلن يكون من المضمون بقاء كييف، حتى العاشر من الشهر الجاري.

ليس هذا ما يريده ترامب، وإن كان أطلق بعد لقائه زيلينسكي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان على هامش جنازة البابا فرنسيس في 26 نيسان/أبريل الماضي، بعض التصريحات المتناقضة في ما يتعلق ببوتين. مرة قال عنه إنه غير واثق من رغبته في إحلال السلام، ليعود فيقول عكس ذلك بعد عودته إلى واشنطن. أيُعقل بعد أربعة اجتماعات بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وبوتين، لم يكوّن ترامب فكرة بعد عمّا يدور في ذهن سيد الكرملين؟


من المنطقي أن كل الأطراف تريد تحسين مواقعها قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأن أياً منها لا يريد أن يظهر بمظهر الضعيف أو أنه مستعدّ لتقديم، بالغاً ما بلغت التنازلات، فقط من أجل وقف القتال. هذه حرب أعادت تشكيل الهيكل الأمني في أوروبا الذي ساد منذ سقوط جدار برلين. وبديهي أن المفاوضات التي ستجري لوقف الحرب، ستفرز تسويات وتوازنات جديدة، مثلما يحدث عند نهاية حروب بهذا الحجم.

وها هي الولايات المتحدة بدأت تحصد حصّتها من اتفاق المعادن مع أوكرانيا. فالأتربة الأوكرانية النادرة قد تشكل تعويضاً عن النقص الذي تعانيه أميركا لهذه الناحية بسبب حربها التجارية مع الصين. وإذا طالت الحرب التجارية، فستجد واشنطن أنها فعلت صواباً عندما أصرّت على الاستثمار في التربة الأوكرانية. والحرب هي التي عجلت بذلك.

زيلينسكي بدوره، أنقذه اتفاق المعادن ووضع في يده ورقة مهمّة، هي استمرار المساعدات العسكرية الأميركية، بعدما كان وقف هذه المساعدات سيتسبّب بأضرار فادحة في ميادين القتال.

لن يطول الأمر، قبل أن يتبيّن الأثر الذي سيتركه اتفاق المعادن، في تسريع التوصّل إلى وقف للنار، خصوصاً أن ترامب يهدّد بأن مساعيه لن تستمر إلى ما لا نهاية، إذا وجد استحالة في إقناع الطرفين باللجوء إلى الحوار.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق