ارتفعت أسعار الذهب بقوة خلال تداولات يوم الثلاثاء، حيث شهد السوق طلبًا متزايدًا على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات العالمية، ويرجع هذا الارتفاع جزئيًا إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة، فضلًا عن ترقب المستثمرين لنتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب خلال الأسبوع الحالي والذي سيحدد توجهات السياسة النقدية.

ارتفاع أسعار الذهب في السوق العالمية

شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو ارتفاعًا بنسبة 2.15% بما يعادل 71.8 دولار للأوقية، ما دفع الأسعار للوصول إلى 3394.4 دولار وهو أعلى مستوى منذ 23 أبريل، كما ارتفع الذهب في التعاملات الفورية بنحو 1.8% ليبلغ 3392.64 دولار للأوقية، يعكس هذا الارتفاع تزايد اعتماد المستثمرين على الذهب كأصل يلجؤون إليه في الأوقات العصيبة، خاصة مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% إلى 99.44 نقطة، مما أعطى ميزة تنافسية إضافية للذهب أمام المستثمرين من خارج الولايات المتحدة.

أداء العقود الفورية والمعادن الأخرى

لم يقتصر التألق على الذهب فقط؛ إذ شهدت أسعار المعادن الثمينة الأخرى تحسنًا ملحوظًا، حيث ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 2.4% لتسجل 33.25 دولار للأوقية، كما سجل البلاتين والبلاديوم نموًا بنسبة 2% و1.87% على التوالي ليصلا إلى 978.98 دولار و958.93 دولار لكل أوقية، يعكس هذا التنوع في ارتفاع أسعار المعادن التوجه العام نحو الاستثمار الآمن في ظل التوترات التجارية والسياسية الطاغية على الساحة الدولية.

التوترات السياسية وتأثيرها على أسعار الذهب

يعود جزء كبير من هذه التحركات السوقية إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية فرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 100% على الأفلام الأجنبية، مع الإشارة إلى إمكانية تشمل الرسوم الأدوية المقبلة، ما زاد من مخاوف تصاعد الحروب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الاقتصاديين، علاوة على ذلك يترقب المستثمرون اجتماع الفيدرالي الأمريكي الذي بدأ اليوم وسيستمر حتى الغد، مع توقعات واسعة النطاق بتثبيت أسعار الفائدة عند نطاق بين 4.25% و4.50% للمرة الثالثة على التوالي، وهو ما يزيد من الضغط على الأسواق ويعزز معنويات المستثمرين نحو الذهب.

تؤكد هذه التحركات أن الذهب لا يزال هو الاختيار الأول للمستثمرين في أوقات عدم الاستقرار؛ بفضل قدرته على حماية الثروات من تقلبات الأسواق، ويتوقع الخبراء استمرار هذا التوجه خاصة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية في التصاعد بشكل يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، مما يضمن للذهب مزيدًا من المكاسب في المدى القريب.