نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصائغ السعودي معاذ اللحيدان لـ"النهار": قطع فنّية لا تشبه المجوهرات التقليدية (صور وفيديو) - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 09:26 صباحاً
من داخل ورشة مجوهرات "يسفر" في "استديو شعشعي" الفنّي، بحيّ جاكس في العاصمة الرياض، تتقاطع مهارة صائغ المجوهرات وفنان المعادن السعودي، معاذ اللحيدان، مع إبداع ورؤى فنانين تشكيليين من السعودية والدول العربية والعالم، لتنتج عن هذا التعاون قطع فنية محدودة العدد مصنوعة من معادن ثمينة وأحجار كريمة، وأخرى من خامات نادرة.
"في ورشةِ المجوهرات، حيثُ يَتنفّسُ الذهبُ وتَهمسُ الفضّةُ، أندمجُ مع أدواتٍ مختصّة أصوغُها بتأمّل. لا أرى نفسي خبيراً، لكنّي أسمحُ لأصابعي بأن تقرأَ الأداة كقصيدةٍ صامتة. هنا، حيثُ يذوبُ الزمنُ في لهبِ الإبداع، أكتشفُ أنّي لا أصنعُ أدواتٍ فقط، بل أخلقُ جزءاً من روحي"، بهذه الكلمات يصف اللحيدان إبداعه في عالم المجوهرات.
صائغ المجوهرات السعودي معاذ اللحيدان.
وفي حديث خاص لـ"النهار"، كشف صائغ المجوهرات وفنان المعادن عن تفاصيل القطع الفنية النادرة التي يُعدّها داخل ورشة مجوهرات "يسفر"، باستخدام الذهب، والألماس، والأحجار الكريمة، والخامات النادرة، في تصاميم مستوحاة من أعمال نخبة من الفنانين السعوديين والعرب والعالميين.
وخلال تجواله في ورشته، وهو يعرّف عن مساحة عمله وإبداعاته بشغف، قال اللحيدان: "نعمل على تطوير فكرة جديدة لإنتاج مجوهرات معاصرة بالتعاون مع كبار الفنانين في السعودية وخارجها. طريقتنا تختلف عن العمل التجاري أو التقليدي في مجال المجوهرات، إذ يحمل كلّ عمل توقيع الفنان الخاص".
تعاونات سعودية وعالمية
أشار اللحيدان إلى أن من أبرز أعماله تعاونه مع الفنان السعودي راشد الشعشعي لإنتاج إصدار خاص من "الهرم الخامس"، المصنوع من الذهب والمطعّم بالأحجار الكريمة مثل الياقوت الأحمر (الروبي)، بالإضافة إلى تعاونه مع الفنان العراقي ضياء العزاوي في إنشاء قطعة فنّية من الذهب والألماس، تُجسّد "زهرة الصحراء"، المستلهمة من عمل للعزاوي يعود إلى عام 2007.
وتحدث الفنان السعودي عن مجموعة خاصة استوحاها من عصا الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، المعروضة في دارته، قائلاً: "كانت تفاصيل العصا غير واضحة، لكن بمساعدة مختصّين، تمكنا من استخراج التفاصيل الدقيقة عليها. وبذلك، قدّمنا مجموعة استثنائية ترمز إلى هذه العصا، وتلمّح إلى حقبة تاريخية قديمة".
وكشف عن مشروع فنّي قيد التنفيذ حالياً، مستوحى من "المشلح" أو "البشت"، حيث تُستحضر التفاصيل الدقيقة للخامة ويعاد إنتاجها باستخدام معادن وألوان متنوّعة، لتظهر القطعة في مزيج يجمع بين الواقعية والبعد الفني.
قيمة القطع الفنية... أبعد من المواد الثمينة
أكد صائغ المجوهرات أن "بعض القطع يمكن ارتداؤها أو اقتناؤها، وأحياناً تكون مجرّد تحف فنية للاقتناء فقط"، موضحاً: "رغم أن هذه القطع لا تخلو من الذهب، الفضّة، الأحجار الكريمة وغيرها من المواد، فإننا في الوقت نفسه نركز على ما هو أبعد من قيمة المعدن المادية، إذ نمنح الأولوية للفكرة والفلسفة الكامنة خلف العمل الفني، وهذا يضفي قيمة أكبر على هذه الأعمال".
وشرح اللحيدان الأسلوب الذي تعتمده ورشة "يسفر" لإنتاج هذه المجوهرات الفنية، قائلاً: "نحن نستخدم موادّ مختلفة عن المواد التقليدية؛ فنُدخل التربة، والبلاستيك، والحديد، والنحاس، والخشب، والجلد، وغيرها من الخامات، وهذه المواد بطبيعتها ترمز إلى القصة والفلسفة الكامنة وراء العمل الفني".
وأضاف: "كل الأعمال تنتج في هذه الورشة من الألف إلى الياء. وبعض النماذج تنجح من أول تجربة، بينما تحتاج أخرى إلى عدة محاولات حتى نصل إلى المستوى المطلوب. نقوم بتجارب مختلفة، مثل دمج المعادن بأساليب غير معتادة، ونُنتج أحياناً قطعاً من الذهب الخالص، وأحياناً بنحاس سادة، وأحياناً ندمج النحاس بينهما، بما يخدم رؤية الفنان وفلسفته".
وحول قيمة هذه الأعمال المحدودة والنادرة، أوضح اللحيدان: "كل قطعة محدودة ومرقّمة، وتحمل شهادة أصالة، ما يعزز من مصداقية العمل. وتظلّ قيمة هذه القطع في ارتفاع مستمر مع مرور الزمن، سواء من الناحية الفنية أو بسبب ارتفاع قيمة المواد مثل الذهب. هذه العوامل، إلى جانب توقيع الفنان ودقة الحرفية، تعزز القيمة الفنّية من كلّ قطعة".

صائغ المجوهرات السعودي معاذ اللحيدان في
0 تعليق