بعد التوجيه الرئاسي باستلهام الدعاة لمسيرته.. تعرف على مقام الإمام السيوطي
داخل شوارع حي غرب مدينة أسيوط العتيقة ، وعلى مقربة من منازل قديمة يظهر منها عبق التاريخ، يظهر مقام صغير يتوسط اقدم شوارع مدينة أسيوط وهو شارع القيسارية ،ولكن بالرغم من صغر حجم المقام لكن من يعرفه، يدرك أنه يحمل اسمًا كبيرًا في ذاكرة المسلمين.
ولأن مكانة الشيخ السيوطى العلمية تعتبر شيئا فريدا فقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية خلال مشاركته فى حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، عدة رسائل تحمل رؤية الدولة فى إعداد إنسان متوازن ومسئول، قادر على الإسهام الإيجابى فى المجتمع، مشيراً إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطى كنموذج يحتذى به، حيث قدم مساهمة استثنائية من خلال تأليف 1164 كتابًا خلال حياته.
زالإمام جلال الدين السيوطي، أحد أعلام الفكر الإسلامي في القرن التاسع الهجري، وموسوعة علمية نادرة بزغت في سماء القاهرة وامتدت أنوارها إلى أرجاء العالم الإسلامي، و يحتل المقام مكانة وجدانية وروحية عند كثير من أهالي المحافظة، الذين يرونه شاهدًا على ارتباط الصعيد العميق بعلمائه وصالحيه، في مزيج فريد من الحب للعلم والتقدير للصلاح.
مقام متواضع بروح عظيمة
يقع المقام في شارع جانبي، يعرفه كبار السن والعائلات التي اعتادت زيارته في المناسبات الدينية، خاصة خلال شهر رمضان والمولد النبوي الشريف ، ويتكوّن المقام من غرفة صغيرة ذات قبة منخفضة، تعلوها زخارف بسيطة، وتنتشر بداخله رائحة البخور التي تختلط بدعوات الزائرين. ويُعد هذا المكان نقطة هدوء وسكينة، ومقصِدًا لمن يرغب في لحظة تأمل أو استحضار لروح العلم.
جلال الدين السيوطي.. الإمام الموسوعي
جلال الدين السيوطي، الذي يحمل المقام اسمه، وُلد في القاهرة عام 849 هـ (1445 م)، ونشأ يتيمًا بعد وفاة والده، الذي كان عالمًا بدوره. أظهر نبوغًا مبكرًا جعله يحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، ثم اتجه لدراسة علوم اللغة والحديث والفقه، فبرع فيها جميعًا حتى لقّب بـ"إمام عصره" و"حجة الإسلام".
ألف السيوطي ما يزيد عن 600 كتاب، في مختلف علوم الشريعة واللغة والتاريخ، من أشهرها "الدر المنثور في التفسير بالمأثور"، و"الإتقان في علوم القرآن"، و"الجامع الصغير"، و"تاريخ الخلفاء". وكان يرى نفسه مجددًا للقرن التاسع الهجري، وهو ما أقرّه له عدد من علماء زمانه.
تميز السيوطي باستقلاله العلمي، واعتزاله الحياة العامة في آخر سنواته، حيث قرر التفرغ للعبادة والتأليف في منزله بالقاهرة، وكان يرفض المناصب الرسمية، مكتفيًا بلقب "خادم العلم"
لم تثبت المراجع التاريخية وكتب التاريخ أن الإمام السيوطي قد أقام في أسيوط ، لكن المقام يحمل دلالة علي ارتباط أهل الصعيد القوي بالتراث الديني والتصوفي، وحرصهم على تخليد ذكرى العلماء والمجددين.
الزائرون.. يبحثون عن البركة والعلم
خلال زيارتنا المقام ، تجد الكبار والصغار ، الذين يتقربون بالدعوات ويعتبرون مقام سيدى جلال الدين السيوطي مقام بركة.. كونه عالم كبير يحمل من تاريخ العلم والتصوف ما يجعله أحد الأشخاص الذين يتركون به وبمقامه، ومنهم من يجد السمينة والهدوء في مكان مليء بالروحانيات علي حسب تعبيرات ابناء الطرق الصوفية ، ومريدين مقام الشيخ
ويعتبر مقام جلال الدين السيوطي في أسيوط ليس مجرد بناء من الطوب والحجر، بل هو شاهد على ذاكرة شعبية تُقدّر العلم وتحب الصالحين. ورغم تواضع حجمه، إلا أن معناه كبير في قلوب زائريه، فهو يربطهم برمز من رموز الإسلام، ويذكرهم دومًا بأن طريق العلم يبدأ من الإيمان، ويزدهر بالمحبة ويعتبر الكثيرون أن المقام واحدا من اهم مقامات الطرق الصوفية في أسيوط



0 تعليق