نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مقومات استمرار اتفاق ترامب مع الحوثيين! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 01:50 صباحاً
كان إعلاناً من خارج السياق بالنسبة إلى كثيرين عندما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلثاء 6 أيار/مايو الجاري، أثناء استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قائلاً: "تلقينا أخباراً جيدة جداً الليلة الماضية. أعلن الحوثيون أنهم لم يعودوا يريدون القتال أو على الأقل أعلنوا لنا أنهم لا يريدون القتال بعد الآن، إنهم ببساطة لا يريدون القتال، وسوف نحترم ذلك وسوف نوقف القصف وقد استسلموا"، مضيفاً: "الأهم من ذلك أننا سوف نصدق كلمتهم وهم يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن، وهذا هو الهدف الذي نريده مما كنا نفعله".
هذا التصريح جاء عقب الضربات الجوية التي وجهتها القوات الإسرائيلية إلى عدد من الأهداف في اليمن، وتحديداً ميناء الحديدة ومطار صنعاء الذي خرج من الخدمة بالكامل، ودمرت فيه 3 طائرات مدنية، في عملية انتقامية، أرادت منها تل أبيب الرد على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون بصاروخ باليستي سقط داخل محيطه، وفشلت أنظمة الاعتراض الإسرائيلية والأميركية في إصابته، ما شكل رغم محدودية الخسائر المادية، "انتصاراً معنوياً" للحوثيين، وطرح علامات استفهام عن مدى قدرة إسرائيل على حماية الأهداف الحيوية في الداخل!
رغم أن الرئيس ترامب في إجابته عن أسئلة الصحافيين، لم يقل إنه أبرم اتفاقاً مع الحوثيين، أشار الصحافي المتخصص في الشأن الإيراني علي هاشم، في تقرير نشره موقع "أمواج ميديا"، إلى أن "مهندس الاتفاق الأميركي مع الحوثيين هو المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف". وكتب: "تواصل ويتكوف مع أنصار الله من خلال العمانيين الذين استضافوا بالتوازي جولات عدة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة".
وما يدفع إلى تأكيد صواب الرواية التي استند إليها هاشم في تقريره، التدوينة التي كتبها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، عبر حسابه في منصة X يوم 6 أيار وقال فيها إنه "بعد مناقشات واتصالات أجرتها سلطنة عُمان أخيراً مع الولايات المتحدة والجهات المعنية في صنعاء، الجمهورية اليمنية، بهدف خفض التصعيد، أسفرت الجهود عن اتفاق لوقف النار بين الجانبين"، مضيفاً: "في المستقبل، لن يستهدف أيٌّ من الطرفين الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يضمن حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي".
البوسعيدي أكد أن سلطنة عُمان تعرب عن "امتنانها للطرفين لنهجهما البنّاء الذي أدى إلى هذه النتيجة المرحب بها"، وأن مسقط تأمل في أن "يُفضي ذلك إلى مزيد من التقدم في العديد من القضايا الإقليمية، بما يحقق العدالة والسلام والرخاء للجميع".
هذه النتيجة التي توصلت إليها إدارة الرئيس ترامب مع الحوثيين، تشيرُ بعض المصادر إلى أن إيران كان لها دور فيها، إذ صرح مسؤول إيراني لموقع "أمواج ميديا" بأن طهران لعبت "دوراً إيجابياً في تسهيل الاتفاق... خصوصاً في حثّ الحوثيين على تركيز أعمالهم العدائية بعيداً من الطرق البحرية".
رغم عدم وجود مصادر أخرى تؤكد الدور الإيراني الإيجابي، قد لا يكون مستبعداً، خصوصاً أن المسؤولين الأميركيين ونظرائهم الإسرائيليين حمّلوا طهران في أوقات سابقة تبعة أي هجمات يقوم بها حلفاؤهم في المنطقة وتحديداً الحوثيين، ولذا ليس من المستبعد أن تمارس إيران سياسة براغماتية تهدف من خلالها إلى درء خطر إسرائيل، وإظهار حُسن النيات حيال واشنطن، لتستفيد من ذلك في جولة التفاوض الرابعة التي عقدت يوم 11 أيار في سلطنة عمان.
أمرٌ في غاية الأهمية، أن هذا الإعلان عن وقف مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر ووقف الضربات الأميركية على الحوثيين، لم يتطرق إلى إسرائيل، وهو ما جعل تل أبيب لا تنظر بارتياح إلى هذه التطورات، واعتبرت أنها لا تحقق مصالحها الاستراتيجية. إلا أن إدارة ترامب يبدو أنها ماضية في هدنتها هذه مع صنعاء، خصوصاً أن الرئيس ترامب سيبدأ زيارته هذا الأسبوع للسعودية والإمارات وقطر، ولا يريد أن تكون هنالك أي تداعيات سلبية تؤثر على هذه الزيارة.
ما سيجعل التهدئة أكثر ديمومة أمران: التقدم في المفاوضات الإيرانية – الأميركية، وخفض التصعيد الإسرائيلي في غزة؛ وذلك ما من شأنه أن يفتح الباب أمام مسار لسلامٍ أكثر متانة واستدامة!
0 تعليق