سجّل الدولار الأمريكي بداية أسبوع قوية، مدعومًا بانفراجة في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما انعكس مباشرة على أدائه أمام عملات الملاذ الآمن، مثل الين الياباني والفرنك السويسري، وسط حالة من التفاؤل الحذر تسود الأسواق.

وارتفع الدولار بنسبة 0.4% أمام الين ليصل إلى 145.93 ينًا، كما صعد بنسبة 0.5% أمام الفرنك السويسري ليسجل 0.8337. وجاء هذا الزخم في أعقاب تصريحات أمريكية وصينية حول التوصل إلى اتفاق أولي يهدف إلى تقليص العجز التجاري، إلى جانب إعلان مرتقب لبيان مشترك يصدر من جنيف اليوم الإثنين.

تحركات الأسواق تعكس مزيجًا من العوامل:

1. تهدئة تجارية مؤقتة:

أعلنت واشنطن عن تفاهم مع بكين خلال محادثات جنيف، في وقت وصفت فيه الصين المخرجات بـ"التوافق المهم"، ما خفف من مخاوف التصعيد الجمركي، وأعاد بعض الثقة للأسواق العالمية.

2. تراجع التوترات الجيوسياسية:

أعلنت كل من الهند وباكستان عن وقف لإطلاق النار بعد مواجهات حدودية، كما أبدى الرئيس الأوكراني استعداده للقاء نظيره الروسي، في أول محاولة دبلوماسية مباشرة منذ اندلاع الحرب في 2022.

3. ترقب بيانات اقتصادية أمريكية:

الأسواق تترقب هذا الأسبوع صدور مؤشرات رئيسية، أبرزها بيانات أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة. أي نتائج قوية قد تعزز توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على سياسة نقدية متشددة، ما يصب في مصلحة الدولار.

ولكن.. هل هذا الصعود قابل للاستمرار؟

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يبقى ارتفاع الدولار رهين عوامل متعددة:

تأثير الرسوم الجمركية: لا تزال الأسواق تتذكر تأثير فرض الرسوم الأمريكية الشاملة في أبريل، والتي أدت إلى تراجع الدولار بنسبة 3.6%، وهو ما لا تزال تبعاته حاضرة.

حذر المستثمرين: يرى خبراء أن الأسواق قد تكون متفائلة أكثر من اللازم، إذ لا تزال الرؤية غير واضحة بشأن مستقبل السياسة التجارية العالمية.

تحركات العملات الأخرى:

تراجع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1228 دولار

انخفض الجنيه الإسترليني 0.3% إلى 1.3288 دولار

ارتفع الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بنسبة 0.3% لكل منهما

صعد اليوان الصيني في الأسواق الخارجية بنسبة 0.2% إلى 7.224 يوان للدولار

ورغم المكاسب الأخيرة، ظل مؤشر الدولار مستقرًا بالقرب من أعلى مستوى له خلال شهر، لكنه لا يزال منخفضًا بنسبة 3.6% مقارنة بمستواه قبل إعلان الرسوم الأمريكية في أبريل.

الخلاصة:

صعود الدولار الأخير يعكس تفاؤلًا مؤقتًا أكثر من كونه تحولًا استراتيجيًا دائمًا. وإذا لم تدعمه بيانات اقتصادية قوية أو خطوات سياسية حاسمة نحو التهدئة، فقد يجد نفسه في مواجهة موجة تصحيح جديدة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك