نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يستميل "المريض الأميركي" ويستعدي شركات تصنيع الأدوية ولوبياتها النافذة - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 08:42 صباحاً
عند الثانية والنصف عصر الأحد الفائت، نشر الرئيس دونالد ترامب على حسابه في منصة "تروث سوشال" تغريدة سرعان ما تحولت إلى خبر عاجل حول العالم.
كتب ترامب أن تغريدته اللاحقة "ستكون واحدة من أهم التغريدات التي نشرتها وأشدها تأثيراً. استمتعوا". هكذا راح العالم خلف المحيطات، وبخاصة الشرق الأوسط، ينتظر إعلاناً مهماً من سيد التشويق الذي أحاط كلامه بغموض تام تاركاً زمان الإعلان وماهيته سريين، ومكثفاً بالتالي الدخول المفترض للفضوليين إلى حسابه وعلى منصته.
بعد أربع ساعات جاء الإعلان غير مدوٍ على الإطلاق في الملفات الخارجية من روسيا إلى اليمن، لكن شأنه الأميركي الداخلي كبير.
ترامب أعلن في التغريدة العتيدة أنه سيوقع صباح الإثنين واحداً من أهم الأوامر التنفيذية في تاريخ البلاد، يخفض فيه أسعار الأدوية بوصفة طبية والمستحضرات الصيدلانية بنسبة تراوح من 30 إلى 80 بالمئة من سعرها الحالي، لمواءمة ثمنها مع أدنى الأسعار في الدول المتقدمة. وجادل ترامب بأنه ولسنوات عديدة، كانت هذه الأدوية والمستحضرات أغلى بخمس إلى عشر مرات من مثيلاتها المصنعة من الشركة نفسها.
لا شك في أن القرار سيلاقي ترحيباً شعبياً، في بلد فواتير الطبابة والتأمين الصحي والأدوية فيه من الأعلى في العالم. عشرات الملايين من فئات كبار السن وذوي الدخل المحدود سيكونون أول المستفيدين من هذا الإجراء، الذي سيريحهم من أعباء تثقل كاهلهم وتضطرهم إلى تقليل جرعات الدواء لعدم استطاعتهم تأمين ثمنه، بينما يعد ترامب مواطنيه الأميركيين بأن التكاليف الصحية ستنخفض بدرجة لم تخطر على بال أحد من قبل.
زجاجات أدوية في صيدلية
شركات صناعة الأدوية ترفض قرار ترامب بالطبع وستواجهه إن بنفوذها في أروقة السياسة الأميركية، أو عبر القضاء الذي جمد لترامب نفسه قراراً شبيهاً اتخذه في ولايته الأولى ليعود الرئيس السابق جو بايدن فيبطله.
هذه الشركات لديها لوبي "فارما" الذي واجبه الأول الحفاظ على أرباحها ذات الأرقام الفلكية، وهي تعترض على مبدأ تحديد الحكومة الفيدرالية أسعار الدواء في نظام اقتصادي حر، كما تزعم أن هذا التخفيض سيضطرها إلى تقليل الجهد البحثي وبالتالي متابعة التطوير والابتكار في صناعة على هذا المستوى من الأهمية أميركياً وعالمياً، وقبل كل ذلك، فإن المتضرر الأول من هذا القرار سيكون "المريض الأميركي"، بحسبها.
لكن صيت هذه الشركات والصورة النمطية عند الأميركي العادي عن جشعها الذي لا يعرف حدوداً، سيجعله إلى جانب رئيسه الذي يعرف تماماً شعبية قراره الذي قدمه باحتفالية وتشويق سينمائيين كعادته. وهو يبدو أقرب لأول مرة في تاريخه إلى سياسات الحزب الديموقراطي منه إلى الجمهوريين، الذين غمز من قناتهم مباشرة في تغريدته بقوله: "يمكن للتبرعات الانتخابية أن تصنع العجائب، لكن ليس معي ولا مع الحزب الجمهوري".
القرار نظرياً، سيوفّر على الحكومة الفيدرالية النسبة المقتطعة نفسها من سعر الأدوية لأكثر من 68 مليون مستفيد من "ميديكير"، ممن هم من ذوي الحاجات الخاصة أو أكبر من 65 سنة. لكن، عملياً، وكما العادة في كل قرارات ترامب التنفيذية، على "المريض الأميركي" أن ينتظر ليرى إن كان دواؤه سيطاله التخفيض وبأي نسبة، وكم من الوقت سيمضي قبل أن يوقف قاضٍ فيدرالي تنفيذ القرار وتُفتح معركة قضائية أخرى تضاف إلى المئات غيرها الدائرة مذ عاد ترامب إلى السلطة.
0 تعليق