كتب .. مصطفى محمود

تستعد المملكة العربية السعودية للمشاركة في محادثات مع اليابان وبريطانيا وإيطاليا في مايو المقبل، لبحث إمكانية شراء مقاتلات يابانية متطورة من الجيل الجديد، وفق ما أفادت به صحيفة "نيكي" اليابانية، الثلاثاء.

وذكرت الصحيفة أن طوكيو ترتب لاجتماعات مع مسؤولين سعوديين في قطاع الدفاع، إلى جانب ممثلين من بريطانيا وإيطاليا، لمناقشة إمكانية شراء المملكة للمقاتلات والمساهمة في تمويل وتطوير المشروع كدولة شريكة.

ويأتي هذا الاهتمام السعودي في ظل سعي المملكة لتعزيز قدراتها الجوية وتحديث أسطولها العسكري، خصوصًا مع تزايد التحديات الأمنية الإقليمية وتنامي التنافس في سوق الطيران العسكري.

وفق تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) الصادر في أبريل الماضي، فإن السعودية تعد أكبر منفق عسكري في الشرق الأوسط، حيث ارتفع إنفاقها الدفاعي بنسبة 4.3% ليصل إلى 75.8 مليار دولار عام 2023، ما يمثل 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي، كما صنّف التقرير المملكة ضمن أكبر خمس دول إنفاقًا عسكريًا عالميًا، بعد كل من الولايات المتحدة، الصين، روسيا، والهند، حيث بلغ إنفاقها العسكري 3.1% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، بينما تتزايد التحديات الأمنية في المنطقة، أطلقت المملكة خلال السنوات الخمس الماضية برنامجًا لتطوير صناعاتها العسكرية، مما يتطلب استثمارات ضخمة في مجالات التكنولوجيا والتصنيع الدفاعي.

وفي ديسمبر الماضي، وقّعت السعودية وفرنسا خطة للتعاون في مجال الصناعة العسكرية، كما أبرمت المملكة في 2019 صفقة أولية مع مجموعة "نافال" الفرنسية لبناء سفن حربية محليًا، إلى جانب السعي للحصول على مقاتلات متقدمة، تشارك السعودية بانتظام في مناورات جوية دولية، مثل تمرين "العلم الأحمر" الذي يُقام حاليًا في قاعدة نلس الجوية بولاية نيفادا الأميركية، بمشاركة طائرات سعودية وإماراتية، ويستمر حتى 21 أبريل الجاري.

وإذا مضت السعودية قدمًا في شراء المقاتلات اليابانية أو الاستثمار في تطويرها، فسيكون لذلك انعكاسات استراتيجية كبيرة، تشمل تعزيز القدرات الجوية السعودية عبر امتلاك مقاتلات متطورة من الجيل الجديد، وتنويع مصادر التسلح بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة وأوروبا، وتعميق التعاون الدفاعي مع اليابان وإيطاليا وبريطانيا، مما يعزز موقع المملكة في الصناعات العسكرية المتقدمة.

ومن المتوقع أن تُحدد محادثات مايو المقبل الخطوات القادمة في هذه الصفقة المحتملة، والتي قد تفتح آفاقًا جديدة في التعاون الدفاعي والتكنولوجي بين السعودية واليابان.