عادت واحدة من أشهر القصص الغامضة في ذاكرة الفن العربي إلى الواجهة من جديد، بعدما فجّرت عائلة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ مفاجأة مدوّية، بنشرها ما وصفته بوثيقة بخط يد الفنانة الراحلة سعاد حسني، تنفي فيها أي زواج جمعها بالمطرب الشهير، مؤكدة أن العلاقة التي دارت بينهما كانت عاطفية فقط ولم تصل إلى ارتباط رسمي.

لكن لم تمر ساعات حتى خرجت شقيقة السندريلا بتصريحات خاصة لـ"ليالينا"، تنسف ما تم تداوله، وتشعل السجال مجددًا حول طبيعة العلاقة بين رمزين من رموز الزمن الجميل.

الوثيقة المثيرة: رسالة حب أم إعلان انسحاب؟

البيان الرسمي الصادر عن عائلة عبد الحليم حافظ تضمّن نشر خطاب يدّعي أنه كُتب بخط يد سعاد حسني، يحوي كلمات حزينة تؤكد من خلالها انسحابها من حياته بعد أن أنهى علاقتهما. وجاء في الرسالة جملٌ عاطفية مؤثرة، أبرزها: "إنني أبكي ليلاً ونهاراً، ولا أحب أن ترى دموعي، لأنني أحبك ولا أريدك أن تكرهني".

عائلة العندليب وصفت الرسالة بأنها "دليل قاطع" على عدم وجود زواج، مشيرة إلى أن عبد الحليم حافظ لم يُقدم على خطوة الارتباط الرسمي طوال حياته لأسباب صحية تتعلق بمرضه المزمن. كما شددت الأسرة على أن هذا المستند لم يُنشر إلا بعد التحقق الكامل من خط اليد، معتبرة أنه الرد النهائي على ما وصفته بـ"شائعات مغرضة".

جنـجاه عبد المنعم حافظ تخرج عن صمتها: هذا البيان إساءة لحليم

وفي أول رد فعل من أسرة سعاد حسني، خرجت شقيقتها جنجاه عبد المنعم حافظ لتنفي تمامًا ما جاء في البيان، مؤكدة أن ما نُشر لا يحمل أي مصداقية، بل ويُعد "تشويهًا لتاريخ عبد الحليم أكثر مما هو نفي لعلاقة حب".

وقالت في تصريحات لـ"ليالينا" إن الخطاب المنشور مجتزأ ومُصاغ بأسلوب "قص ولصق"، مضيفة: "الرسالة لا تبدو بخط يد سعاد، بل تحمل طابعًا حديثًا لا يتماشى مع زمن العلاقة بينهما"، وأكدت أن العائلة لن تتخذ أي إجراء قانوني لأنها سبق وربحت القضية التي رفعها محمد شبانة – نجل شقيق العندليب – بزعم التشهير.

شقيقة السندريلا أوضحت أن العديد من الإعلاميين والفنانين سبق أن أكدوا زواج سعاد حسني وعبد الحليم حافظ، مشيرة إلى الإعلامي الراحل مفيد فوزي، الذي صرّح بأنه كان شاهدًا على هذا الزواج.

كما لفتت إلى تصريحات سابقة لها تحدثت فيها عن أن العندليب كان يسكن بجوار السندريلا في الزمالك، وأن الزواج بينهما استمر قرابة ست سنوات ونصف، في علاقة كانت تُدار بعيدًا عن الأضواء. وقالت بوضوح: "كل ما نشر حتى الآن لم ينفِ شيئًا، بل يزيد من حالة الجدل حول علاقة تم توثيقها بشهادات كثيرة، بعضها من داخل الوسط الفني نفسه".

سبب نشر الرسالة في هذا التوقيت

رأت جنجاه عبد المنعم حافظ، شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني، أن توقيت نشر الرسالة المنسوبة لشقيقتها لم يكن بريئًا أو عفويًا، بل يحمل دلالة واضحة على وجود نية للتأثير على الرأي العام، خاصة بعد خسارة محمد شبانة – ابن شقيق عبد الحليم حافظ – للقضية التي رفعها ضدها يتهمها فيها بالتشهير بسبب تصريحاتها حول زواج سعاد وعبد الحليم.

وفي تصريحاتها لـ"ليالينا"، اعتبرت جنجاه أن نشر هذه الوثيقة حاليًا محاولة "لتدارك الموقف" بعد أن ثبت فشل الادعاءات القانونية في المحاكم، مشيرة إلى أن العائلة سبق واحتكمت إلى القضاء، وكسبت الحكم لصالحها، وبالتالي فإن إثارة القضية إعلاميًا من جديد هو مجرد رد فعل على الهزيمة القانونية، وليس رغبة في إنصاف الحقيقة.

الرسالة المنشورة أثارت انقسامًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى البعض أنها ليست كافية لنفي أو إثبات الزواج، بينما شكك آخرون في صحة نسبتها لسعاد حسني من الأساس، مشيرين إلى أن الخطاب قد يكون مفبركًا أو محررًا حديثًا، فيما لاقت خطوة النشر من أساسها هجوماً واسعاً، حيث اتهم البعض ورثة العندليب بانتهاك خصوصيته وخصوصية السندريلا بهذه القصة.