أكدت غرفة طوارئ مخيم أبوشوك للنازحين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، توثيق مقتل أكثر من 18 شخصاً، وإصابة 30 آخرين بجروح خطيرة، خلال الأيام الأربعة الماضية، جراء القصف المدفعي المتواصل الذي تتعرض له المنطقة من قبل قوات الدعم السريع، ما يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في المخيم.

وقالت الغرفة في بيان رسمي إن القصف المستمر أدى إلى خروج المركز الصحي عن الخدمة نتيجة انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية، في حين اضطر المواطنون إلى شرب ماء الدقيق في ظل توقف المطابخ الخيرية وانهيار الخدمات الأساسية.

في السياق السياسي، رهن عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق إبراهيم جابر، تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بالأزمة السودانية بجملة من الشروط، على رأسها وقف إمداد الدعم السريع بالسلاح والمقاتلين من أطراف إقليمية، ورفع الحصار المفروض على مدينة الفاشر.

وجاءت تصريحات جابر خلال مشاركته في القمة العربية الـ34 التي عُقدت أمس السبت في العاصمة العراقية بغداد، ممثلاً للسودان، حيث أكد التزام حكومة بلاده بتنفيذ خارطة الطريق التي سبق أن قُدمت إلى الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين.

وقال جابر في كلمته: "خارطة الطريق تشمل وقف إطلاق النار وانسحاب الدعم السريع من المدن، وعودة النازحين وتسهيل المساعدات الإنسانية، واستئناف المسار السياسي بتشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة، على أن يتم ذلك في إطار حوار سوداني-سوداني شامل يمهد للانتخابات".

وشدد على أن تحقيق هذه الأهداف "لن يكون ممكنًا إلا بوقف الدعم العسكري واللوجستي الخارجي للدعم السريع"، محذرًا من تداعيات استمرار النزاع على سيادة السودان ووحدته وأمن القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
دعوات لدعم عربي وإقليمي لإعادة إعمار السودان

ودعا الفريق جابر الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدولية إلى دعم الحلول الوطنية باعتبارها الطريق الوحيد نحو سلام مستدام في السودان والمنطقة، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة المساهمة في جهود إعادة الإعمار.

وكانت الحكومة السودانية قد وجّهت في وقت سابق اتهامات مباشرة إلى أطراف إقليمية لم تسمّها، بدعم قوات الدعم السريع، التي تتهمها بارتكاب انتهاكات واسعة واستهداف ممنهج للبنية التحتية والمؤسسات الوطنية، باستخدام أسلحة متطورة ومرتزقة أجانب.