استمراراً للجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، كثّفت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي استعداداتها لاستقبال موسم حج عام 1446هـ، وذلك من خلال توفير حزمة متكاملة وشاملة من الخدمات المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة. تأتي هذه المبادرة الكريمة تأكيداً على التزام المملكة الراسخ بتوفير أعلى مستويات العناية والرعاية لهذه الفئة العزيزة، وتمكينهم من أداء عباداتهم في رحاب المسجد النبوي الشريف بكل يسر وسهولة وكرامة.

وتضمنت هذه الخدمات تخصيص عشرة مصليات موزعة بعناية فائقة في مختلف أرجاء المسجد النبوي، حيث تم تخصيص ثلاث مصليات في التوسعة الشمالية، وثلاث مصليات أخرى في التوسعة الغربية، بالإضافة إلى ثلاث مصليات في التوسعة الشرقية. وقد تم اختيار مواقع هذه المصليات بعناية لتكون قريبة من الأبواب الرئيسية للمسجد، مما يسهل على ذوي الإعاقة عملية الوصول والدخول والخروج بكل يسر.

كما وثّقت وكالة الأنباء السعودية (واس) جانباً من هذه الجهود المباركة، حيث تم تخصيص غرفة خاصة ومجهزة بالكامل لفئة الصم والبكم في السطح الغربي للمسجد النبوي، تتسع لما يقارب المائة شخص. وقد تم تجهيز هذه الغرفة خصيصاً لتمكين هذه الفئة من أداء صلواتهم ومتابعة خطبة الجمعة بلغة الإشارة الواضحة والمفهومة. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير مصاعد كهربائية حديثة ومخصصة لتسهيل وصولهم المريح والآمن إلى منطقة السطح.

ومن بين الخدمات الأخرى الهامة التي تم توفيرها لذوي الإعاقة، تخصيص مواقف سيارات خاصة لمركباتهم بالقرب من مداخل المسجد، وتوفير أكثر من ألفين وخمسمائة عربة مجانية حديثة عبر مكاتب إدارة الأبواب المنتشرة في ساحات المسجد. كما تم تصميم وإنشاء منحدرات خاصة عند جميع المداخل والساحات المحيطة بالمسجد لتسهيل حركة الكراسي المتحركة بانسيابية وسهولة. ولم يقتصر الاهتمام على ذلك فحسب، بل تم أيضاً تجهيز دورات المياه في أقسام الرجال والنساء داخل المسجد النبوي لتلبية الاحتياجات الخاصة لكبار السن وذوي الإعاقة، كما تم استحداث أرفف مخصصة داخل دورات المياه النسائية لخدمة الأمهات وأطفالهن.

وتأتي هذه الخدمات النوعية والمتميزة في إطار التوجه الشامل الذي تتبناه رؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تولي رعاية وخدمة ضيوف الرحمن أولوية قصوى، وتسعى جاهدة إلى تحسين تجربتهم وتمكينهم من أداء مناسكهم في بيئة آمنة ومريحة وميسرة للجميع.