كتبت.. آلاء محمدي

تلقت الأوساط الفنية والثقافية في سوريا والعالم العربي نبأ رحيل قامة فنية شامخة، الفنانة السورية فدوى محسن عن عمر يناهز الرابعة والثمانين عامًا، وأعلنت نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن هذا المصاب الجلل، مؤكدة فقدان الساحة الفنية لإحدى رائداتها المخلصات.

وفاة فدوى محسن نجمة مسلسل "باب الحارة"

نعت النقابة الفنانة السورية فدوى محسن مشيدة بمسيرتها الفنية الحافلة بالإنجازات، والأعمال الخالدة التي أثرت الذاكرة الجمعية وأسعدت الجماهير على امتداد الوطن العربي، وأشارت النقابة إلى أنها ستوافي محبي الفنانة الراحلة وعموم الجمهور بتفاصيل مراسم التشييع والدفن في وقت لاحق، لتمكينهم من توديعها وتقديم واجب العزاء.

وعمت حالة من الحزن الشديد في صفوف الفنانين والإعلاميين ومحبي الفنانة الراحلة، الذين سارعوا إلى التعبير عن صدمتهم وأسفهم العميق لهذا الفقدان الكبير، وفي لفتة مؤثرة نشر الفنان هامي البكار نجل الراحلة صورة لوالدته الراحلة عبر حسابه الشخصي على موقع "إنستجرام"، مصحوبة بكلمات مؤثرة تنم عن عمق الفاجعة وحجم الخسارة، حيث كتب "أمي في ذمة الله .. الله يرحمك يا امي .. رحتي لعند ارحم الراحمين".

من هي فدوى محسن؟

تعتبر الفنانة السورية فدوى محسن التي ولدت في السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1941 في مدينة دير الزور السورية، إحدى العلامات البارزة في تاريخ الدراما السورية، وبدأت مسيرتها الفنية في منتصف ثمانينات القرن الماضي، واستطاعت بفضل موهبتها الفريدة وحضورها الطاغي أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة في قلوب المشاهدين.

وشكل عام 1992 نقطة تحول هامة في مسيرتها الفنية، وذلك من خلال مشاركتها اللافتة في المسلسل الكوميدي الشهير "طرابيش"، وهو الذي حقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا وكان بمثابة جواز مرورها إلى عالم النجومية والشهرة، ومنذ ذلك الحين شاركت الفنانة الراحلة في عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية التي تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا والأعمال الاجتماعية والتاريخية، تاركة بصمة واضحة في كل دور جسدته.

ويبرز من بين أعمال فدوى الدرامية المميزة دورها المحوري في سلسلة "باب الحارة" الشهيرة، حيث جسدت شخصية "أم إبراهيم" الأم الحنون والقوية التي تفاعلت معها الجماهير وتعاطفت معها في مختلف أجزاء المسلسل، وتألقت في العديد من الأعمال الأخرى التي لا تقل أهمية، من بينها "ما ملكت أيمانكم"، و"قلوب صغيرة"، و"صرخة روح"، و"درب التبان"، و"الشريد"، و"الدخيلة"، و"موزاييك"، و"دموع الأصايل"، و"الربيع المسافر"، و"الثعبان"، و"تل اللوز"، و"العبابيد"، و"الأخوة ج 2"، و"عودة غوار الأصدقاء"، و"تلك الأيام"، و"بقايا صور"، و"سباق للزواج"، و"أبناء القهر"، و"كوابيس منتصف الليل"، وغيرها الكثير من الأعمال التي ترسخت في ذاكرة المشاهدين.