كتبت – هاجر هشام

أعلن الفريق الطبي للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن إصابته بسرطان البروستاتا من النوع العدواني، بدرجة غليسون 9، في خبر هز الأوساط العالمية وأعاد الاهتمام بأحد أكثر الأمراض السرطانية شيوعًا بين الرجال، ومن هنا سلطت الحالة الصحية لبايدن الضوء على تحديات تشخيص هذا المرض مبكرًا، وتُبرز أهمية تطوير أساليب علاجية وفحوصات أكثر دقة لمواجهة انتشاره العالمي.

إصابة جو بايدن بمرض سرطان البروستاتا 

بعد إصابة نيتينياهو بسرطان البروستاتا، جاء اكتشاف إصابة بايدن بعد معاناته من أعراض بولية متفاقمة، دفعته لإجراء فحوصات طبية كشفت عن وجود عقدة مشبوهة في البروستاتا، فقد أظهرت التحاليل، باستخدام فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan)، أن السرطان وصل إلى مرحلة متقدمة، بانتشار في العظام، وهو ما يُصنف بدرجة غليسون 9، وفقًا لتصنيف يقيس مدى عدوانية الخلايا السرطانية، وهذه الدرجة، القريبة من الحد الأقصى 10، تُشير إلى خلايا سرطانية شديدة الخبث، مما يجعل العلاج تحديًا طبيًا معقدًا.

ما هو سرطان البروستاتا؟

يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال عالميًا، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان الأمريكي، حيث شُخص في 112 دولة كالأكثر انتشارًا في 2020، ويُسبب الوفاة في 48 منها، وتُظهر الإحصاءات أن المرض غالبًا ينمو ببطء ويبقى محصورًا في الغدة، لكن الأنواع العدوانية، كما في حالة بايدن، قد تنتشر بسرعة إلى العظام، مصحوبة بأعراض مثل صعوبة التبول، دم في البول، أو ألم في العظام.

أشار الدكتور أوتيس براولي، أخصائي الأورام بجامعة جونز هوبكنز، إلى أن الفحوصات الروتينية للبروستاتا قد لا تكتشف المرض في مراحله الأولى، مما يُعيد فتح النقاش حول الحاجة إلى تقنيات تشخيصية أكثر دقة، وفي حالة بايدن، كان فحص PET scan هو الأداة الحاسمة في كشف انتشار السرطان، مما يُبرز أهمية الاعتماد على التصوير المتقدم في الحالات المعقدة.

علاج مرض سرطان البروستاتا 

يُركز علاج بايدن في هذه المرحلة على العلاج الهرموني، الذي يهدف إلى تقليل إنتاج هرمون التستوستيرون، المحفز الرئيسي لنمو الخلايا السرطانية في البروستاتا، ووفقًا للدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين في الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن السرطان النقيلي الذي يصل إلى العظام غالبًا لا يُشفى، لكن العلاجات الحديثة أثبتت فعاليتها في تقليص الأورام والسيطرة على تقدم المرض. 

وبدوره، أكد الدكتور جيسون إفستاثيو من مستشفى ماساتشوستس العام أن معدلات البقاء للمرضى في هذه المرحلة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، مع إمكانية عيش بعض المرضى لفترات أطول بفضل التقدم الطبي.