قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 307 أسرى حرب.

وأضافت الوزارة أن عملية التبادل ستستمر.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عملية التبادل ثم أعلنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر "تلغرام".

وشرع الطرفان في العملية أمس الجمعة بالإفراج عن 390 أسيرا من كل جانب، منهم 120 مدنيا، وقالتا إنهما ستفرجان عن المزيد في الأيام المقبلة.

وقال وزير الخارجي الروسي سيرجي لافروف أمس إن بلاده مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط اتفاق سلام طويل الأجل بمجرد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الحالية.

وجرت عملية التبادل بعد ساعات قليلة من تعرض العاصمة الأوكرانية لقصف روسي ليلا باستخدام طائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ باليستية، مما أسفر عن إصابة 15 شخصا.

استقبال حافل لأسرى حرب أوكرانيين بعد عودتهم إلى أحبائهم

تمكن كونستانتين ستيبليف من التحدث مع والدته لأول مرة منذ ثلاث سنوات بعدما أطلق سراحه في إطار أكبر عملية تبادل أسرى على الإطلاق بين روسيا وأوكرانيا.

وقال عبر الهاتف بعد لحظات من عودته إلى الأراضي الأوكرانية الجمعة: "مرحبا أمي. كيف حالك؟".

وصل ستيبليف (31 عاما) مع الأسرى السابقين الآخرين بالحافلة إلى مستشفى محلي، حيث كان مئات الأقارب ينتظرون ويصرخون ويبكون ويغنون "تهانينا!".

خلال رحلة العودة إلى أوكرانيا، أكد ستيبليف لوكالة "فرانس برس" أن مشاعره "لا توصف".

وتابع: "إنه ببساطة جنون. مشاعر جنونية".

وبدأت روسيا وأوكرانيا الجمعة أول مرحلة من عملية تبادل "كبيرة" للأسرى شملت 270 عسكريا و120 مدنيا أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق.

واتفق الروس والأوكرانيون في 16 أيار/مايو على تبادل ألف أسير من كل جانب خلال محادثات في إسطنبول هي الأولى المباشرة بينهما منذ العام 2022، ولكن من دون التوصل إلى هدنة.

وخلال سنوات أسره، قال ستيبليف إن الفضل في قدرته على التحمّل يعود إلى زوجته. وأضاف: "إنها تعلم أنني قوي ولن أستسلم هكذا"، مشيرا إلى أنه الآن يريد فقط أن يكون مع عائلته. وأكد: "هذه أولويتي المطلقة".

ولفت إلى أن زوجته هي من تقرر الخطوات التالية موضحا: "ستخبرني وستظهر لي كيف أتصرف في المستقبل".

وبدا التعب على السجناء النحيلين الذين أفرج عنهم. وتوجهوا إلى داخل مستشفى محلي للخضوع لفحوص طبية، في حين واصلت أولينا وأولكسندر عناقهما في الخارج.

وقال الزوجان إنهما لم يريا واحدهما الآخر منذ 22 شهرا، منذ أسرت روسيا أولكسندر.

وروى الرجل (45 عاما) وهو يحتضن زوجته: "أنا في غاية السعادة" مضيفا أن حلمه الآن هو "تناول الطعام وتمضية وقت مع عائلتي".

دموع الفرح
مع بدء وصول الحافلات إلى المستشفى، هرع أقارب جنود ما زالوا محتجزين لعرض صور أحبائهم على المحررين وسؤالهم إن كانوا قد رأوهم خلال فترة أسرهم.

غادرت بعض النساء باكيات بعد عدم تلقيهن أي أخبار عن مصير أحبائهن.

ويعرف البعض أن أقاربهم مسجونون، بينما لا يملك آخرون أي معلومات عن أقاربهم.

قامت إيليا التي أطلق سراح زوجها، بمعانقة والدة جندي باكية لم تكن لديها أي أخبار عن ابنها.

ووصفت شعورها عند رؤيته قائلة: "كان قلبي يخفق بشدة" وبكت فرحا قائلة: "انتظرت هذه اللحظة طويلا".

وتحدث العديد من أسرى الحرب السابقين الذين قابلتهم وكالة "فرانس برس" في الماضي عن الظروف القاسية والتعذيب في السجون الروسية.

تفكر إيليا الآن في المستقبل وفي إنجاب طفل من زوجها. لكنها قالت إنها تعلم أن طريق إعادة تأهيله سيستغرق وقتا.

وأضافت: "نظرته فارغة، لكنني أعلم أنهم لم يكسروه. أخبرني الرجال الذين كانوا برفقته بأنه قوي جدا".