كتبت.. آلاء محمدي

توج المخرج الإيراني جعفر بناهي في ليلة لا تنسى من مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والسبعين، بجائزة السعفة الذهبية المرموقة، عن فيلمه المثير للجدل "مجرد حادث"، وهذا الفوز ليس مجرد تكريم لعمل فني متميز، بل هو انتصار للحرية والإبداع في مواجهة القيود، وعودة مدوية لمخرج لطالما تحدى الصمت بإنتاجاته السينمائية الجريئة.

فوز جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان

شكلت لحظة تسلم المخرج الإيراني جعفر بناهي البالغ من العمر 64 عاماً لجائزته من قبل رئيسة لجنة التحكيم في مهرجان كان، النجمة الفرنسية جولييت بينوش، علامة فارقة في تاريخ المهرجان، وبعد غياب قسري دام 15 عاماً بسبب سلسلة من الاعتقالات والإجراءات القضائية التي استهدفته في بلاده بسبب أفلامه.

ويعود بناهي إلى واجهة المشهد السينمائي العالمي حاملاً أرفع الجوائز، وكان آخر ظهور له في كان يعود إلى عام 2003، عندما نال فيلمه "الذهب القرمزي" جائزة لجنة التحكيم، ليترك بصمة فنية عميقة ويؤكد حضوره كمخرج ذي رؤية فريدة.

فيلم "مجرد حادث"

يتناول فيلم "مجرد حادث" بجرأة وبنبرة نقدية حادة الوضع السياسي المعقد في طهران، وقد أنتج الفيلم بشكل سري تماماً، وهو ما يضيف إلى أهميته وقيمته الفنية والرمزية، ويعكس هذا العمل شغف المخرج الإيراني جعفر بناهي والتزامه بقضايا مجتمعه، وقدرته على تجاوز التحديات لتقديم رؤيته الفنية دون مساومة، ويمثل الفيلم صرخة سينمائية تسلط الضوء على الواقع، وتدعو إلى التفكير النقدي في القضايا الاجتماعية والسياسية الملحة.