أوضح استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي، الدكتور خالد النمر، أن كل زيادة بنسبة 1% في معدل السكر التراكمي (HbA1c) ترتبط بزيادة خطر الإصابة بجلطة القلب بنسبة 18%، بغض النظر عن حالة السكري لدى الشخص، حتى وإن كانت مستويات السكر ضمن المعدلات الطبيعية (5.6% وأقل).

وجاء ذلك تأكيدًا لنتائج دراسة موسعة استندت إلى بيانات أكثر من 470 ألف شخص في المملكة المتحدة، أظهرت أن ارتفاع HbA1c يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالجلطة القلبية سواء لدى الرجال أو النساء، بغض النظر عن تشخيص السكري المسبق.

وخلصت الدراسة إلى أن النساء المصابات بالسكري يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بالجلطة القلبية مقارنة بالرجال، حيث كانت العلاقة بين السكري والجلطة القلبية أقوى لدى النساء (نسبة الخطر 2.33) مقارنة بالرجال (1.81)، ما يشير إلى أن النساء يتعرضن لخطر أكبر بنسبة 29% مقارنة بالرجال.

كما أظهرت النتائج أن حتى الحالات غير المشخصة بالسكري أو المصنفة ضمن “ما قبل السكري” تواجه زيادة في خطر الإصابة بجلطة القلب، ما يؤكد أهمية متابعة مستويات HbA1c بشكل دوري، واتخاذ الإجراءات الوقائية حتى قبل الوصول إلى عتبة التشخيص السريري للسكري.

الدراسة، التي اعتمدت على بيانات من “UK Biobank”، تابعت المشاركين لمدة تقارب تسع سنوات، مع استبعاد كل من لديه تاريخ سابق بأمراض القلب.

وهدفت إلى فهم الفروقات بين الجنسين في تأثير مستويات السكر التراكمي على خطر الجلطة القلبية، وهو ما لم يكن واضحًا في الدراسات السابقة.

وتوصي نتائج الدراسة بضرورة الانتباه لمستوى HbA1c لدى الجنسين، وتكثيف جهود الوقاية والكشف المبكر، لا سيما لدى النساء، باعتبار أن التأثير السلبي للسكري على القلب يبدو أكثر وضوحًا لديهن.