خضعت الفنانة الشابة آية سماحة، مساء الثلاثاء 27 مايو 2025، لجلسة تحقيق رسمية داخل مقر نقابة المهن التمثيلية، وذلك بعد موجة واسعة من الغضب صاحبت تصريحاتها التي اعتُبرت مسيئة للفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل.

التحقيق جاء بإشراف مباشر من نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، وبمشاركة أعضاء مجلس النقابة: أحمد سلامة، نهال عنبر، أشرف طلبة، وأيمن عزب.

وأقرت آية سماحة، خلال الجلسة، بأنها تجاوزت حدود اللياقة في تعليقها العلني، وأكدت أنها لم تكن تقصد الإساءة الشخصية للفنانة مشيرة إسماعيل، وإنما جاء رد فعلها بدافع الغضب من غلق عيادة بيطرية كانت تتواجد داخل نفس العقار الذي تسكن فيه إسماعيل. وأعربت سماحة عن استعدادها الكامل للخضوع لأي قرار تتخذه النقابة بحقها.

المنشور الذي أشعل الأزمة: غضب علني على "فيسبوك"

بداية الأزمة تعود إلى منشور نشرته آية سماحة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، تساءلت فيه بشكل هجومي عن أسباب اتخاذ إجراء قانوني بإغلاق عيادة بيطرية مرخصة بناءً على شكوى تقدمت بها الفنانة مشيرة إسماعيل. المنشور تضمن عبارات حملت قدراً من الاستهزاء بتأثير الفنانة إسماعيل، وتلميحات اعتبرها البعض انتهاكاً لاحترام فنانة لها تاريخ طويل ومكانة معروفة في الوسط الفني.

ردود الفعل الأولية: سخط عام وبيان رسمي مرتقب

ردود الفعل جاءت سريعة وغاضبة من جمهور الفنانة مشيرة إسماعيل وعدد من الفنانين الذين عبروا عن استيائهم من أسلوب آية سماحة، مؤكدين أن الانتقاد لا يجب أن يمس الكرامة الشخصية لأي فنان. النقابة بدورها أبدت حرصها على حماية كرامة أعضائها كافة، وأعلنت فتح التحقيق بشكل عاجل لضبط حدود الخطاب العام بين الفنانين على وسائل التواصل الاجتماعي.

رسالة الاعتذار: توضيح لا ينفي الخطأ

وبعد تصاعد الأزمة، نشرت آية سماحة رسالة اعتذار عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك"، قالت فيها إنها تتراجع عن تصريحاتها السابقة وتعتذر للفنانة مشيرة إسماعيل عما بدر منها من انفعال غير محسوب. وأوضحت أن منشورها جاء بدافع الغضب بعد أن علمت بإغلاق العيادة البيطرية التي كانت تضم حيوانات مريضة، ولم يتمكن الأطباء من الوصول إليها بعد التشميع بالشمع الأحمر.

وشددت سماحة على أن ما قالته لا يُعد مبرراً لما بدر منها، وإنما محاولة لتفسير ما دفعها لهذا السلوك.

الموقف القانوني للنقابة: تحقيق لم يُغلق بعد

الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أوضح بعد انتهاء الجلسة أن التحقيق مع آية سماحة لم يُغلق بعد، وسيتم استكماله خلال يومين، لاتخاذ قرار نهائي وفقاً للوائح النقابة. وأشار إلى أن النقابة لن تتهاون في حماية هيبة المهنة وأعضائها، مؤكدًا أن أي تصرف مسيء سيُقابل بإجراءات تنظيمية حازمة.

من جهتها، رفضت الفنانة مشيرة إسماعيل قبول اعتذار آية سماحة، وأعلنت أنها لن تتنازل عن حقها في اتخاذ الإجراءات القانونية والنقابية اللازمة ضد الإساءة التي وُجهت لها. وأكدت إسماعيل أن احترام الكبار في المهنة ليس مسألة تقديرية، بل مبدأ يجب أن يلتزم به الجميع دون استثناء.

خلفية الأزمة: شكوى قانونية من أجل الهدوء

يُذكر أن الفنانة مشيرة إسماعيل كانت قد تقدمت بشكوى رسمية ضد عيادة بيطرية تقع في العقار الذي تسكن فيه، على خلفية ما وصفته بالإزعاج المستمر والروائح الكريهة، وهو ما استدعى الجهات المختصة لإغلاق العيادة مؤقتًا بالشمع الأحمر لحين البت في الشكوى. الإجراء القانوني تطور لاحقًا ليشعل عاصفة من الجدل على وسائل التواصل، ساهم فيها منشور آية سماحة المسيء.

ومن المنتظر أن تعقد نقابة المهن التمثيلية جلسة جديدة لاستكمال التحقيق واتخاذ قرار نهائي خلال اليومين المقبلين، وسط مطالبات من جمهور الفنانة مشيرة إسماعيل بفرض عقوبة رادعة. وتُعد هذه الأزمة اختبارًا جديدًا لمدى جدية النقابة في تنظيم سلوك الفنانين على المنصات الرقمية.