باشرت نيابة الدخيلة الجزئية بالإسكندرية، تحت إشراف المستشار حاتم طارق، وكيل النائب العام، التحقيق في جريمة قتل مروعة هزّت منطقة الدخيلة، حيث أقدم متهمان على قتل شخص باستخدام أسلحة بيضاء، وقاما بتصوير الضحية بهاتفه المحمول عقب التعدي عليه. وأمرت النيابة بحبس المتهم الأول احتياطيًا، وسرعة ضبط وإحضار المتهم الثاني الهارب.

بلاغ أمني وانتقال فوري لموقع الحادث

تعود بداية الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارًا من قسم شرطة الدخيلة، يفيد بتلقي بلاغ من شرطة النجدة عن إصابة شخص بطعنات متفرقة في شارع مسجد عبد الفتاح الطلخاوي، المتفرع من شارع الإسكندرية–مطروح، دائرة القسم. وعلى الفور، انتقل ضباط القسم إلى مكان البلاغ، برفقة سيارة إسعاف.

وأظهرت الفحوصات أن المجني عليه كان مصابًا بجروح طعنية وقطعية مميتة في أنحاء متفرقة من جسده. وتم نقله إلى مستشفى العجمي العام، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه، بعد أن دخل في غيبوبة تامة أدت إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب.

النيابة تأمر بإجراءات عاجلة وتحريات مكثفة

فور تلقيها إخطار الوفاة، أمرت النيابة العامة بسرعة استطلاع إمكانية الاستماع إلى أقوال المجني عليه، إلا أنه كان قد فقد الوعي. كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة في محيط مكان الجريمة، للوقوف على هوية مرتكبي الواقعة. وانتقل فريق من النيابة العامة لمناظرة الجثمان، ومعاينة موقع الحادث، وسؤال شهود العيان.

وأفاد أحد ضباط القسم بأن المجني عليه كان قد ذكر قبل وفاته أسماء الجناة، مؤكداً أنهم أصدقاء سابقون له، نشبت بينهم خلافات قديمة تطورت بشكل مأساوي. وبناءً على ذلك، أصدرت النيابة قرارها بضبط وإحضار المتهمين، والتحفظ على الأسلحة المستخدمة في ارتكاب الجريمة.

خلفية عدائية بين المتهمين والمجني عليه

كشفت التحقيقات التي يجريها المستشار حاتم طارق عن وجود سلسلة من الخلافات والعداوات السابقة بين المجني عليه والمتهم الأول، تعود إلى عام 2018. في ذلك العام، تعدى المتهم الأول على أحد رجال الضبطية القضائية، وتم الإبلاغ عنه بواسطة المجني عليه ووالدته، ما أدى إلى حبسه ثلاث سنوات بتهمة مقاومة السلطات، وسنة إضافية بتهمة حيازة سلاح أبيض.

لاحقًا، وبعد خروجه من السجن، نشب شجار جديد بينه وبين المجني عليه، حيث أطلق الأخير النار على المتهم الأول وأصابه في قدمه، ما أدى إلى سجنه ثلاث سنوات. وعقب خروجه من السجن، افتتح المجني عليه محلًا للمنظفات في منطقة الدخيلة، ليتجدد الصراع من جديد، بعد أن ألقى مادة مجهولة على وجه المتهم الثاني أثناء مشادة كلامية، أدت إلى إصابته وحبسه ستة أشهر.

تنفيذ الجريمة وتصوير لحظاتها

تؤكد التحقيقات أن المجني عليه كان يتجنب التواجد في منطقة الدخيلة خوفًا من مواجهة المتهمين. غير أن قبل الواقعة بيوم واحد، تعطلت سيارة أجرة كان يعمل عليها برفقة زوج شقيقته في شارع مسجد عبد الفتاح الطلخاوي، ما اضطره إلى التواجد هناك صباح يوم الجريمة للبحث عن ميكانيكي.

عندما علم المتهم الأول بوجود المجني عليه في المكان، توجه إليه حاملًا سكينًا، وسدد له طعنات قاتلة، ثم قام بتصويره بهاتفه المحمول. وبعد فترة قصيرة، حضر المتهم الثاني حاملاً أسلحة بيضاء، ووجه طعنات متتالية للمجني عليه، بينما مارس المتهمان أعمال بلطجة، مانعين الأهالي من التدخل.

عقب سقوط الضحية أرضًا، استكمل المتهم الأول الاعتداء عليه بسلاح أبيض شبيه بالسيف، وقطع كف يده اليمنى، قبل أن يفر المتهمان هاربين على متن دراجة نارية (تروسيكل).

ضبط أحد المتهمين واستمرار البحث عن الآخر

تمكنت الأجهزة الأمنية لاحقًا من القبض على المتهم الأول، والذي أقر تفصيليًا بجريمته أمام النيابة، وأرشد عن مكان الأسلحة المستخدمة. وأكد خلال التحقيقات أنه ارتكب الجريمة بالاشتراك مع المتهم الثاني، الذي لا يزال هاربًا، وتكثف الجهات الأمنية جهودها لضبطه.

وما زالت التحقيقات مستمرة لكشف مزيد من التفاصيل والملابسات المحيطة بهذه الجريمة البشعة التي تعيد إلى الأذهان خطورة الثأر الشخصي، وتسلط الضوء على تصاعد العنف في بعض الأوساط الاجتماعية.