رغم ارتباطه بالعديد من المهام الملكية والمشاريع التنموية، لا ينسى الأمير ويليام، ولي عهد بريطانيا، دوره الإنساني والاجتماعي حتى خلال عطلاته الملكية برفقة زوجته كيت ميدلتون وأطفالهما الثلاثة: الأمير جورج، الأميرة شارلوت والأمير لويس.

ففي كل زيارة يقوم بها الأمير إلى جزيرة تريسكو، إحدى جزر سيلي، يحرص على الالتقاء بالسكان المحليين والتحدث إليهم، ليعكس بذلك روح القيادة الملكية الحديثة التي تمتزج فيها المسؤولية الاجتماعية مع الحضور الإنساني الدافئ.

ارتباط وثيق بجزيرة تريسيكو - Trescico

تعد جزيرة تريسكو جزءًا من دوقية كورنوال، التي تعود ملكيتها إلى وريث العرش البريطاني منذ تأسيسها في القرن الرابع عشر. ولا تُعد الجزيرة مجرد وجهة سياحية للأمير وأسرته؛ إذ يرتبط بها عاطفيًا منذ طفولته، حيث اعتاد قضاء إجازاته مع شقيقه الأمير هاري Prince Harry ووالديه الأميرة ديانا Princess Diana والملك تشارلز.

اليوم، بات الأمير ويليام يكرر هذه الذكريات العائلية مع أطفاله، في محاولة لغرس القيم العائلية والحفاظ على تقاليد الأسرة الملكية.

مبادرات تنموية مستمرة للأمير ويليام Prince William

بعيدًا عن أجواء الراحة والترفيه، يجد الأمير ويليام في هذه الرحلات فرصة للتواصل الحقيقي مع الأهالي. فعلى أرض الواقع، يلتقي السكان المحليين لمناقشة احتياجاتهم، حيث نجح بالفعل في دعم عدة مبادرات تنموية.

من أبرز هذه المشاريع إنشاء مرفق صحي جديد مزوّد بجناح للولادة، لتلبية احتياجات الأسر في الجزيرة، إلى جانب إطلاق مشروع سكني خاص بالعاملين الأساسيين، مثل المعلمين والأطباء، لضمان استقرارهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

السياحة المستدامة على رأس الأولويات

لا يكتفي الأمير بتطوير الخدمات الصحية والسكنية، بل يولي اهتمامًا بالغًا بمستقبل السياحة في الجزيرة. إذ يعمل على دعم مشروعات السياحة المستدامة، بهدف تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة البحرية والطبيعية في جزر سيلي.

هذه الرؤية تعكس مدى وعي الأمير بأهمية حماية الموارد الطبيعية وضمان استفادة السكان منها دون الإضرار بها.

دوقية كورنوال: مزيج بين التاريخ والحاضر

تُعد دوقية كورنوال مصدر دخل رئيسي لولي العهد البريطاني، حيث أسسها الملك إدوارد الثالث عام 1337، وتضم حوالي 130 ألف فدان من الأراضي والمشاريع الزراعية والعقارات. لكن الأمير ويليام يسعى إلى تحويل هذه الدوقية من مجرد مؤسسة اقتصادية إلى كيان اجتماعي يخدم الأهالي، عبر دعم مبادرات الصحة النفسية، وتمويل المشاريع الخيرية، وتطوير البنى التحتية.

مسؤولية الأمير ويليام

في تصريح سابق، أكد الأمير ويليام أنّ دوره كدوق كورنوال لا يقتصر على إدارة الأصول المالية، بل يشمل مسؤولية أخلاقية واجتماعية تجاه سكان الدوقية. فهو يرى أنّ دوره القيادي يتجسد في الاهتمام بالقضايا الاجتماعية التي تواجه الأهالي، والعمل على تحسين حياتهم اليومية.

كما يتمتع الأمير ويليام بعلاقة قوية مع فريق العمل في الدوقية، حيث وصفه مدير الدوقية، بن ميرفي، بأنه شخص يمتلك "نفَسًا قياديًا واضحًا" وروحًا عملية تساعده في اتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة. كما يرى المسؤولون في الدوقية أنّ الأمير يجمع بين الالتزام والإيجابية، ما يعكس رؤيته الطموحة لتطوير المجتمعات المحلية وتحقيق أهداف التنمية.

بين الواجبات الملكية واللحظات العائلية

تُظهر زيارات الأمير إلى جزيرة تريسكو كيف يجمع بين الواجبات الرسمية والحياة العائلية، إذ يخصص وقتًا لأطفاله وزوجته لركوب الدراجات الهوائية، وقضاء أوقات ممتعة وسط الطبيعة. ورغم بساطة هذه اللحظات، إلا أنها تحمل دلالات كبيرة على أهمية التوازن بين الدور الملكي ومتطلبات الحياة الأسرية.

ولا تقتصر هذه الممارسات على زيارة واحدة، بل باتت عادة راسخة لدى الأمير ويليام في كل عطلة ملكية يقضيها مع عائلته. ففي كل مرة يزور فيها الجزيرة، يلتقي الأهالي، يستمع إلى مشاكلهم، ويفتح النقاش معهم حول كيفية تحسين حياتهم، وكأنه يبعث برسالة واضحة بأن القيادة الملكية الحقيقية تبدأ من الاهتمام بالناس والإنصات لهم.