وقال الوزير إن الطالب عندما يدخل المدرسة فلا يجد مدرسًا، ولا يجد مقعدًا يجلس عليه، فمن الطبيعي ألا يعود مجددًا، ومن هنا بدأت نسبة الحضور في المدارس تتراجع عامًا بعد عام، حتى وصلنا إلى ما بين 9% و15% فقط في معظم المدارس، وهو أمر غير مقبول".

الدروس الخصوصية تسبق المدرسة.. والمنهج لا يُنجز داخل الفصل

أشار الوزير إلى أن أحد الأسباب الأساسية لانهيار النظام التعليمي هو فقدان الثقة في قدرة المدرسة على تقديم خدمة تعليمية حقيقية، موضحًا: "أول ما يدخل الطالب المدرسة، يُقال له إنه لن يستطيع المدرس إنهاء المنهج داخل الفصل.. فمتى سيعود الطالب مرة أخرى؟".

وتابع المدرس الخصوصي يبدأ من أغسطس أو سبتمبر، ويعطي 3 ساعات أسبوعيًا على مدار العام، ويصل بعدد ساعات الشرح إلى أكثر من 100 ساعة، بينما في المدرسة تبدأ الدراسة فعليًا متأخرة في أكتوبر، والمادة تُدرّس بحصتين فقط في الأسبوع، أي ما يعادل 50 ساعة فقط طوال العام"، مضيفًا: "كيف نطلب من المعلم داخل المدرسة أن يغرس مهارات أو يطبق استراتيجيات تعلم نشط في هذا الإطار الزمني الضيق؟".

إعادة هيكلة المواد قللت الاعتماد على الدروس الخصوصية

أوضح الوزير أن التجربة الحقيقية للوزارة في خفض الاعتماد على الدروس الخصوصية بدأت في الصفين الأول والثاني الثانوي، حيث تم تقليص عدد المواد الدراسية من 32 إلى 17 مادة فقط، وهو ما انعكس مباشرة على نسب الحضور، التي وصلت في بعض المدارس إلى أكثر من 80%.

وقال الوزير عندما أصبح لدينا وقت داخل المدرسة، بدأت تظهر عملية تعليمية حقيقية، وعدد كبير من طلاب النقل عادوا للحضور"، مشيرًا إلى أن طلاب الشهادات الإعدادية والثانوية العامة فقط هم من لا يزالون يتوجهون للسناتر التعليمية، بينما طلاب النقل انخفضت نسبتهم كثيرًا.

خطة عاجلة للقضاء على الفترات المسائية في المدارس الابتدائية

كشف الوزير عن خطة واضحة تتعاون فيها الوزارة مع هيئة الأبنية التعليمية، تستهدف القضاء تمامًا على نظام الفترات المسائية في المدارس الابتدائية خلال عامين فقط، مؤكدًا أن الهدف هو أن يبدأ كل طالب يومه الدراسي في فترة صباحية واحدة فقط.

وقال بحلول العام الدراسي المقبل، والعام الذي يليه، لن تكون هناك فترة مسائية واحدة في أي مدرسة ابتدائية، ونحن ندرس كل حالة على حدة بالتعاون مع هيئة الأبنية لحل مشاكل التكدس وبناء مدارس جديدة.

كما أشار الوزير إلى أن هناك عددًا من المدارس في الجيزة كان من المفترض أن يتم الانتهاء من إنشائها في شهري نوفمبر وديسمبر، لكن الوزارة تتواصل حاليًا مع المقاولين لتسريع العمل وإنجازها في وقت مبكر لحل بعض الأزمات القائمة في المناطق ذات الكثافة المرتفعة.

لا تجديد في التعليم بدون معالجة البنية التحتية

اكد الوزير على أن أي تطوير حقيقي في التعليم لن يكون مجديًا ما لم يُعالج الملف من جذوره، قائلًا: "بعض المدارس في محافظات مثل كفر الشيخ تعاني من مشاكل في البنية التحتية، وفي تخصيص الأراضي، وهذه أمور يجب حلها بشكل مؤسسي من خلال التعاون بين جميع الجهات المعنية، وليس مجرد إطلاق شعارات عن التجديد والإصلاح".

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل