تتصاعد الضغوط الشعبية داخل قطاع غزة في الفترة الأخيرة على حركة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، حيث تُظهر شواهد ميدانية ومقاطع موثقة حالة من الاستياء المتراكم بين السكان. 

ففي أبريل/نيسان الماضي، شهدت مناطق متفرقة من القطاع احتجاجات شعبية نادرة طالبت بوقف الحرب ودخول المساعدات، وتضمنت هتافات مباشرة ضد حركة حماس، مثل "حماس برا برا"، في مؤشر على تآكل الغطاء الشعبي الذي كانت الحركة تعتمد عليه.

ونشرت شبكة  "CBS" الإخبارية الأمريكية، اليوم الإثنين الموافق الثاني من شهر يونيو/حزيران الجاري 2025، بيانًا أعلنت من خلاله أن هناك أصوات من داخل قطاع غزة تطالب بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، في دعوة تعكس تغيرًا ملحوظًا في المزاج الشعبي وفقًا للشبكة.

وأضافت الشبكة الأمريكية، أن هذه الدعوات تعكس إدراكًا متزايدًا لدى سكان القطاع بأن استمرار احتجاز الرهائن لم يعد يشكل ورقة ضغط مفيدة، بل تحول إلى عبء إنساني واستراتيجي، وذريعة لتصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي لا تتوقف.

وقال أحد سكان مدينة غزة: "كل يوم يُحتجز فيه الرهائن، نُقصف أكثر، ونفقد المزيد من الأرواح، إطلاق سراحهم قد يكون بداية النهاية لهذا الكابوس".

وبحسب الشبكة الإخبارية الأمريكية، فإن هذا التحول في الخطاب الشعبي الفلسطيني يشير إلى تراجع التأييد لنهج حركة حماس القائم على استخدام الرهائن كورقة تفاوض، خاصة مع تدهور الوضع الإنساني في القطاع، حيث تواجه المستشفيات شللًا شبه تام، ويكاد الغذاء والماء ينعدمان.

وقال أب لثلاثة أطفال، نزح من منزله بفعل القصف: "ندفع ثمن قرارات لم نتخذها، فليُفرج عنهم، دعونا نعيش".

وتشير الشبكة إلى أن هذه الأصوات الغاضبة من داخل قطاع غزة بدأت تجد طريقها إلى منصات التواصل الاجتماعي، رغم القيود المفروضة على التعبير، حيث تُظهر المنشورات ومقاطع الفيديو المسربة حالة من الإحباط والغضب المتنامي تجاه قيادة حماس، التي تُتهم بالعجز عن حماية المدنيين.

وكانت حركة حماس قد أعلنت منذ يومين استعدادها لإطلاق سراح 10 رهائن خلال هدنة تستمر 60 يومًا، لكنها تطالب بضمانات لوقف إطلاق نار دائم بعد انتهاء المهلة.