نعلم جميعاً جيداً أن الإقلاع عن التدخين يحسن الصحة البدنية ولكن ثبت أيضاً أنه يعزز صحتك العقلية، حيث يمكن أن يحسن الحالة المزاجية ويساعد في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب. ^[1]  

التدخين والقلق وتغير المزاج

يقول معظم المدخنين إنهم يريدون الإقلاع عن التدخين، لكن البعض يستمر لأن التدخين يبدو أنه يخفف التوتر والقلق، هناك اعتقاد شائع بأن التدخين يساعدك على الاسترخاء، لكن التدخين في الواقع يزيد القلق والتوتر، كما أن المدخنين أكثر عرضة من غير المدخنين للإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

لماذا يبدو أن التدخين يساعدنا على الاسترخاء؟

يتداخل تدخين السجائر مع مواد كيميائية معينة في الدماغ، لذلك عندما لا يدخن المدخنون سيجارة لفترة من الزمن، فإن الرغبة في سيجارة أخرى تجعلهم يشعرون بالضيق والقلق.

يمكن تخفيف هذه المشاعر مؤقتاً عند إشعال السيجارة، لذلك يربط المدخنون الحالة المزاجية المحسنة بالتدخين، لكن في الواقع من المحتمل أن تكون تأثيرات التدخين نفسها هي التي تسببت في القلق في المقام الأول.

الإقلاع عن التدخين يحسن المزاج ويقلل من القلق

الفوائد الصحية النفسية للإقلاع عن التدخين كثيرة جداً، عندما يتوقف الناس عن التدخين، تُظهر الدراسات التالي:

انخفاض مستويات القلق والاكتئاب والتوتر. تحسين جودة الحياة وتعزيز المزاج الإيجابي. يمكن تقليل جرعة بعض الأدوية المستخدمة في علاج مشاكل الصحة العقلية.

المدخنون الذين يعانون من مشاكل نفسية

الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك القلق أو الاكتئاب أو الفصام هم أكثر عرضة للتدخين من عامة السكان والميل إلى التدخين بشراهة ويموتون في المتوسط ​​قبل 10 إلى 20 عاماً من أولئك الذين لا يعانون من مشاكل الصحة العقلية، يلعب التدخين دوراً رئيسياً في هذا الاختلاف في متوسط ​​العمر المتوقع.

تحتاج إلى جرعات أعلى من بعض الأدوية المضادة للذهان ومضادات الاكتئاب لأن التدخين يتعارض مع طريقة عمل هذه الأدوية، لذلك يمكن أن يكون الإقلاع عن التدخين بنفس فعالية مضادات الاكتئاب ومن المرجح أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية بهدوء وإيجابية أكبر ويتمتعون بنوعية حياة أفضل بعد الإقلاع عن التدخين.

تشير الدلائل إلى أن التأثير المفيد للإقلاع عن التدخين على أعراض القلق والاكتئاب يمكن أن يعادل تأثير تناول مضادات الاكتئاب.

نصائح للإقلاع عن التدخين

فيما يلي بعض الطرق لزيادة فرصك في الإقلاع عن التدخين للأبد:

فكر بإيجابية: ربما تكون قد حاولت الإقلاع عن التدخين من قبل ولم تتمكن من ذلك، لكن لا تدع ذلك يوقفك، انظر إلى الأشياء التي علمتك إياها تجربتك وفكر في كيفية القيام بذلك بنجاح في المرة القادمة. ضع في اعتبارك نظامك الغذائي: هل سيجارة ما بعد العشاء المفضلة لديك؟ كشفت دراسة أمريكية أن بعض الأطعمة، بما في ذلك اللحوم تجعل طعم السجائر أفضل، البعض الآخر بما في ذلك الجبن والفواكه والخضروات، يجعل طعم السجائر سيئاً، لذا استبدل شرائح اللحم أو البرغر المعتادة ببيتزا الخضار بدلاً من ذلك، قد ترغب أيضاً في تغيير روتينك في أوقات الوجبات أو بعدها، قد يساعدك القيام بغسل الأطباق على الفور أو الاستقرار في غرفة لم تكن معتاداً على التدخين فيها. غيّر مشروباتك: وجدت نفس الدراسة الأمريكية المذكورة أعلاه أيضاً أن المشروبات الغازية والكحول والشاي والقهوة كلها تجعل طعم السجائر أفضل، لذلك عندما تكون بالخارج، اشرب المزيد من الماء والعصير، حيث يجد بعض الناس أن تغيير مشروبهم ببساطة يؤثر على حاجتهم إلى سيجارة. حدد متى تشتهي السجائر: يمكن أن تستمر الرغبة الشديدة 5 دقائق، قبل أن تستسلم وتنسى الرغبة الملحة حتى تعود مرة أخرى للظهور بعد وقت، لذا متى شعرت بهذه الرغبة الملحة ابحث عن شيء يشغلك وفكر في هذا: إن الجمع بين التدخين والشرب يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم بنسبة 38 مرة. احصل على بعض الدعم للإقلاع عن التدخين: من الأصدقاء أو أفراد العائلة، يتوفر أيضاً دعم من خدمة الإقلاع عن التدخين المحلية الخاصة ببلدك، من المحتمل أن تنجح في الإقلاع عن التدخين بنسبة كبيرة بمساعدة الخبراء والمشورة أكثر من النجاح بمفردك. تحرك: أثبتت مراجعة الدراسات العلمية أن التمرين، حتى لو تمشية لمدة 5 دقائق يحد من الرغبة الشديدة وقد يساعد عقلك على إنتاج مواد كيميائية مضادة للشهية. تكوين صداقات مع غير المدخنين: عندما تكون في حفلة، التزم بالتواصل مع غير المدخنين. ابق يديك وفمك مشغولين: العلاج ببدائل النيكوتي يمكن أن يضاعف فرصك في النجاح، بالإضافة إلى اللاصقات، هناك أقراص وعلكة وبخاخ أنف. ضع قائمة بأسباب الإقلاع عن التدخين: استمر في تذكير نفسك لماذا اتخذت قرار الإقلاع، اكتب قائمة بالأسباب واقرأها عندما تحتاج إلى دعم.

أخيراً، إذا كنت تتناول الأدوية المضادة للذهان أو مضادات الاكتئاب، فمن المهم أن تتحدث إلى طبيبك أو طبيبك النفسي قبل أن تتوقف عن التدخين، قد تحتاج إلى مراقبة جرعة هذه الأدوية ويمكن تقليل الكمية التي تحتاج إلى تناولها. ^[1]