علّقت الخبيرة في الشّؤون البيئيّة الدّكتورة فيفي الكلّاب، في حديث لـ"النشرة"، على ​أزمة المياه في لبنان​، مشيرةً إلى أنّ "المواطنين يشعرون بشحّ المياه، لا سيّما مع ​التغير المناخي​ وتراجع المتساقطات"، لكنّها شدّدت على أنّه "لا يمكن الحديث عن جفاف"، معتبرةً أنّ المعادلة بسيطة: ما دام أنّ مياه الصّهاريج تصل إلى المنازل عند الطلب، فإنّ هذا يعني أنّ المياه متوفرة في البلد، لكن ما هو مفقود الطّريقة السّليمة في استثمارها وجرّها إلى المنازل.

وأكّدت الكلّاب أنّ المشكلة في لبنان ليست بمرور عام جفاف، نظرًا إلى أنّ المياه موجودة في الخزانات الجوفيّة، لكن بالاستثمار غير سليم بالإضافة إلى طرق الإمداد القديمة الّتي لا يصار إلى إعادة تأهيلها، متسائلةً عمّا إذا كان الهدف من ذلك هو التّركيز على موضوع السّدود، الّتي ترى أنّ لبنان ليس بحاجة إليها، في حال معالجة مشكلة الشّبكات وتمّ فتح آبار جديدة.

وفي حين أعربت عن أسفها لأنّه ليس هناك مِن المسؤولين مَن يريد أن يسمع النّصائح الّتي تقدَّم من الاختصاصيّين، شدّدت على أنّ المطلوب الإستعانة بمن ليس لديهم مصالح خاصّة، من أجل وضع سياسة مائيّة سليمة تقود إلى إدارة سليمة لهذا القطاع.

بالتّزامن، ركّزت الكلّاب على أهميّة الانتقال إلى نظام العدّادات بشكل كامل، من أجل ترشيد استهلاك المياه، إلّا أنّها أوضحت أنّ المشكلة ليست في الاستهلاك الفردي، الّذي لا يزال أقل من المعدّل العالمي. ولفتت إلى أنّ الاستهلاك الأكبر هو في قطاع الزراعة والمسابح الشّعبيّة والأماكن العامّة.