حذر استشاري التغذية العلاجية، الدكتور عماد الدين فهمي، من الإفراط في تناول الشوفان، مشيراً إلى وجود عدد من الأضرار المحتملة المرتبطة به، لاسيما عند تناوله دون اتباع طرق التحضير المناسبة أو عند الاعتماد عليه بشكل مبالغ فيه كمصدر غذائي “صحي”.

وأوضح فهمي عبر مداخلة مع “العربية FM”، أن الشوفان يعد في الأصل نوعاً من النشويات، شأنه في ذلك شأن القمح والشعير، ما يجعله من الأغذية التي ترفع نسبة الإنسولين في الدم عند تناولها.

كما أشار إلى احتوائه على مادة “الفايتيك أسيد”، التي تؤثر سلباً على امتصاص بعض المعادن المهمة، مثل الحديد والزنك، وهو ما قد يشكل ضرراً خاصاً للأطفال حال تناوله بكثرة دون نقعه مسبقاً أو التخلص من مائه.

ونبه فهمي إلى أن الشوفان قد يحتوي أيضاً على نسب من الجلوتين بسبب مروره على معدات إنتاج مشتركة مع القمح، فضلاً عن احتوائه على مركب “أفلين” الذي قد يسبب نفس التأثيرات السلبية المرتبطة بالجلوتين، ما يجعله غير مناسب للبعض ممن يعانون من التحسس.

وأشار إلى أن الألياف الموجودة في الشوفان تعد من النوع القاسي الذي يصعب على المعدة هضمه بسهولة، ما يؤدي إلى بقائه لفترات طويلة داخل المعدة، مسبباً شعوراً بالشبع، لكنه في الوقت ذاته قد يؤدي إلى التخمر وزيادة حجم المعدة على المدى الطويل.

وفي رده على الانتقادات التي تعتبر الشوفان من الأطعمة الغنية بالفوائد، خصوصاً لاحتوائه على الألياف و”البيتا جلوكان” التي تساعد في خفض الكوليسترول، أكد فهمي أن جميع الأغذية تحمل وجهاً مفيداً وآخر ضاراً، مشدداً على أهمية تناول الشوفان باعتدال وعدم الترويج له على أنه “الغذاء المثالي”، لما في ذلك من أثر على قرارات الناس الغذائية، خصوصاً ممن لا يستهلكونه أساساً.

وختم فهمي حديثه بالتأكيد على أهمية تقديم الصورة الكاملة للمعلومة الصحية، قائلاً: “التركيز فقط على الفوائد دون الإشارة إلى الأضرار يجعل البعض يتبنى سلوكاً غذائياً قد يؤدي إلى مشاكل صحية مستقبلاً”.