في ظل مشهد عالمي مضطرب لأسواق الطاقة، تتحرك مصر بخطى حثيثة لتأمين مستقبلها الطاقوي، واضعة نصب عينيها الشتاء المقبل وما يليه من فصول، فبين مزيج من التحديات المحلية والطموحات الإقليمية، شرعت القاهرة في مفاوضات متقدمة لشراء ما يقرب من 160 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، في خطوة تعكس إدراكًا عميقًا لتحولات المشهد العالمي واستجابة سريعة لحاجات السوق المحلي المتزايدة.

مفاوضات متقدمة لشراء ما يقرب من 160 شحنة من الغاز الطبيعي المسال

تدخل مصر مرحلة متقدمة من التفاوض مع ست شركات عالمية كبرى، أبرزها "أرامكو" السعودية و"ترافيجورا"، بهدف التوصل إلى اتفاقات لاستيراد 160 شحنة من الغاز الطبيعي المسال حتى منتصف عام 2026.

استجابة سريعة لحاجات السوق المحلي المتزايدة

هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية حكومية لتعزيز أمن الطاقة، وسط تصاعد استهلاك الغاز داخليًا، لا سيما في قطاعات الكهرباء والصناعة، وتشير المؤشرات إلى أن مصر تسعى لتأمين كميات كافية من الغاز لمواجهة ذروة الطلب في فصل الصيف وتفادي أية أزمة محتملة في توفير الكهرباء.

تأمين كميات كافية من الغاز لمواجهة ذروة الطلب

ومن المنتظر أن تسهم الاتفاقيات الجديدة في سد الفجوة بين الإنتاج المحلي من الغاز والطلب المتنامي، لا سيما مع التحديات المرتبطة بتراجع صادرات الغاز المصري مؤخرًا نتيجة الضغط على الشبكة المحلية.

ويمثل هذا التحرك انعكاسًا لتحول في دور مصر من مُصدر بارز للغاز الطبيعي إلى مستورد يلجأ إلى الأسواق العالمية لتلبية احتياجاته، في وقت تسعى فيه الحكومة لمواصلة الاستثمار في البنية التحتية المرتبطة بالطاقة، وتنويع مصادر الإمداد لتفادي أية تقلبات سوقية مفاجئة.

أهمية الغاز الطبيعي كمصدر طاقة نظيف نسبياً 

من ناحية أخرى، يعزز هذا التوجه التعاون مع الشركات العالمية الكبرى، ويفتح آفاقًا جديدة أمام القاهرة في علاقاتها الطاقوية الإقليمية والدولية، خاصة مع تنامي أهمية الغاز الطبيعي كمصدر طاقة نظيف نسبياً في المرحلة الانتقالية نحو الاقتصاد الأخضر.