كتب – محمود طلبة

شنت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة من الضربات الجوية الواسعة على أهداف داخل الأراضي الإيرانية في تطور غير مسبوق يعيد خلط أوراق التوتر في الشرق الأوسط.

وأعلنت تل أبيب أن العملية، التي حملت اسم الأسد الصاعد، جاءت لاستهداف منشآت نووية ومواقع عسكرية وصناعية تشكل تهديدا مباشرا حسب وصفها لأمن إسرائيل.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية ستستمر لأيام حتى تحقيق أهدافها الكاملة، مشيرا إلى أنها تمثل لحظة مصيرية في تاريخ الدولة العبرية.

ترامب يمتدح الضربة

وفي أول رد فعل أميركي وصف الرئيس دونالد ترامب الضربات الإسرائيلية بأنها قاسية جدا وناجحة مؤكدا أن إيران فوتت فرصة للعودة إلى الاتفاق النووي.

أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو فأكد أن بلاده لم تشارك في العملية، مضيفًا أن أولويات واشنطن تتركز حاليا على حماية جنودها ومصالحها في المنطقة محذرا إيران من استهداف الأفراد الأميركيين.

إيران تتوعد وتستنفر حلفاءها

وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي برد قاسٍ، واعتبر أن إسرائيل ارتكبت "جريمة كبرى ستدفع ثمنها غاليا، مشددا على أن ما حدث فجر الجمعة لن يمر دون عقاب.

واستهدفت الضربات الإسرائيلية التي بحسب مصادر إعلامية مصانع صواريخ ومراكز نووية في شيراز وطهران وأذربيجان الشرقية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وأثارت قلقا واسعًا بشأن احتمال وقوع تسرب إشعاعي رغم طمأنة هيئة الرقابة النووية الإيرانية بأن الأمور لا تزال تحت السيطرة.

موجة إدانات وتحذيرات دولية

على الصعيد الدولي تتابعت الإدانات والتحذيرات من مغبة التصعيد. فقد أدانت روسيا الهجوم بشدة، واصفة إياه بأنه انتهاك فاضح لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة.

وشددت الخارجية الروسية على أن استهداف منشآت نووية وسكان مدنيين يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ، داعيًا إلى التهدئة وتفادي الانجرار نحو مواجهة شاملة لا تحتملها المنطقة.

ووصفت سلطنة عمان الغارات الإسرائيلية بالتصعيد المتهور، محذرة من أنها تهدد بانهيار المساعي الدبلوماسية حول الملف النووي الإيراني.

إدانات عربية وغربية

أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا شديد اللهجة أدانت فيه ما سمته الاعتداء السافر على إيران، محذرة من خطورة المساس بسيادة الدول ومخالفة الأعراف الدولية ودعت الرياض مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته حيال هذا التصعيد.

وطالبت فرنسا وألمانيا جميع الأطراف بضبط النفس رغم تأكيد باريس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وأعربت برلين عن قلقها من عواقب مزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

الصين تحذر من اشتعال شامل

أما الصين فعبرت عن معارضتها الشديدة لما وصفته بانتهاك سيادة إيران، مشددة على ضرورة تهدئة التوترات والعمل على منع مزيد من التدهور في الأوضاع.