نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تغلق إيران مضيق هرمز؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 07:08 مساءً
مع توقع استمرار الحرب الإسرائيلية على إيران "أسابيع لا أياماً" كما نقلت "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيّين وإسرائيليّين، يظهر خيار إغلاق مضيق هرمز، المضيق الذي تشهد مياهه مرور نحو 30 في المئة من الخام العالميّ المنقول بحراً، كخيار معقول بالنسبة إلى طهران. هذا ما أعلنه النائب الإيراني والعميد في الحرس الثوري إسماعيل كوثري يوم السبت. لكن الخطوة ستأتي بنتيجة عكسيّة.
لن تكون الصين مسرورة من ارتفاع أسعار النفط في حال قررت طهران إغلاق المضيق، بما أنها المستورد الأول للذهب الأسود حول العالم. في الواقع، لم يستبعد كينيث بولاك، المدير السابق لشؤون الخليج العربيّ في مجلس الأمن القوميّ بالبيت الأبيض، أن ترسل الصين قوّة بحريّة لتعيد فتح المضيق بالقوّة، كما كتب مؤخّراً في مجلّة "فورين أفيرز". إلى هذا الحدّ ستكون إيران قد انتهكت خطاً أحمر بالنسبة إلى الصين، شريكها التجاريّ الأول لإيران والذي يبقي اقتصادها عائماً بالرغم من العقوبات الأميركيّة.
حتى في حال لم ترغب باستخدام قوّتها العسكريّة، قد تتدخّل الصين ديبلوماسيّاً وربما اقتصاديّاً لدفع إيران إلى التراجع. "سيعاني أصدقاؤهم أكثر من أعدائهم... لذلك يصعب جداً رؤية ذلك يحدث"، على ما قاله لـ "سي إن بي سي" المدير الإداريّ في شركة "إنرجي آوتلوك أدفايزرز" أنس الحاجي.
ذكريات سيّئة
من المتوقّع أن تكون الولايات المتحدة أول دولة تتّجه لفتح المضيق بالقوة. وهذا ما يعيد إلى الأذهان التجربة السيّئة التي عاشتها إيران قبل 27 عاماً. سنة 1988، اصطدمت مدمّرة أميركيّة كانت تحمي ناقلات النفط الكويتيّة بلغم بحريّ إيرانيّ ممّا دفع الرئيس الأسبق رونالد ريغان إلى إطلاق عمليّة عسكريّة دمّرت نصف البحريّة الإيرانيّة في يومين تقريباً.
والألغام البحريّة هي عادة الوسيلة الأسرع لإيران كي تغلق المضيق، علماً أنّها تتمتّع أيضاً بالقدرة على إرسال الزوارق والسفن الحربيّة المجهّزة بالصواريخ والمسيّرات التابعة للحرس الثوري من أجل اعتراض سفن الشحن. بعبارة أخرى، تستطيع إيران اعتماد أساليب الحوثيّين في البحر الأحمر لعرقلة الملاحة، إنّما على نطاق أوسع. ويبلغ عرض المضيق نحو 39 كيلومتراً عند أضيق ممرّاته بينما يبلغ طوله نحو 161 كيلومتراً.
أحد الأحياء الإسرائيلية المدمرة بفعل صاروخ إيراني (أ ب)
إلى الآن، لا تضع أميركا ثقلها الهجومي في الحرب. كل ما تفعله هو مساعدة إسرائيل على التصدي للصواريخ الباليستية. إن إغلاق المضيق مع ما سينجم عنه من ارتفاع لأسعار النفط قد يدفع الولايات المتحدة لا إلى فتح المضيق عسكرياً وحسب بل إلى الانخراط في الحرب لتدمير برنامج إيران النووي أو حتى إسقاط النظام. ومن المرجح أن يشاركها في الضربات الاتحاد الأوروبي أيضاً. إذا أغلقت إيران مضيق هرمز فسيمثل ذلك "كارثة" لأوروبا أيضاً بحسب توصيف ضابط الاستخبارات الفرنسي الأسبق كلود مونيكيه.
حسابات معقّدة
ستؤلّب خطوة إغلاق هرمز العالم كلّه تقريباً على إيران. وستتضرر طهران أيضاً بشكل مباشر لأن المضيق يشكّل الطريق الأساسيّ لمعظم وارداتها من السلع كما قال الحاجي، الخبير في شؤون الطاقة. وأضاف: "ليس من مصلحتهم التسبّب بمشاكل لأنّهم سيعانون أولاً".
تصحّ هذه الحسابات في حال كانت إسرائيل تتفادى أصلاً استهداف المنشآت النفطية الإيرانية. لكن الهجمات على تلك البنى التحتية المرتبطة بالطاقة بدأت. حاليّاً، الاستهداف الإسرائيلي الحالي للنّفط الإيرانيّ بطيء وموضعيّ، كما حصل مع ضرب "حقل بارس" في بوشهر ومستودع نفط في طهران ليل السبت-الأحد. وهو لم يبلغ مستوى ضرب جزيرة خَرْج الحيويّة، معبر نحو 90 في المئة من النفط الإيرانيّ إلى العالم. وتردّ طهران بالمثل عبر استهداف بعض منشآت الطّاقة الإسرائيليّة كما حدث مع مجمّع الصناعات البتروكيميائيّة في حيفا. لكن الصواريخ الباليستيّة غير دقيقة بما يكفي كي تحافظ طهران على مسار التوازي في ضرب منشآت الطاقة الإسرائيليّة. علاوة على ذلك، من المرجح أن يكون استهداف إسرائيل للطاقة النفطية الإيرانية استراتيجية لإسقاط النظام لا للضغط عليه كي يأتي إلى طاولة الحوار.
إذا كانت إيران تعتقد أنه لا يزال أمامها فرصة للخروج من الحرب فقد تتفادى التصعيد في هرمز. أما إذا كان نظامها على شفير السقوط فمن المحتمل أن تتغيّر المعادلة. لكن حتى في هذه المنطقة الرماديّة، ثمّة دوماً فرصة لأكثر من خطوة، من بينها تفادي "تسريع" هذا السقوط. باختصار، إنّ باب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه في قضيّة مضيق هرمز.
0 تعليق