يتطلع نادي أوراوا ريد دياموندز الياباني لإثبات أن النجاح الكبير الذي حققه على الساحة القارية لم يكن وليد الصدفة وذلك عبر الظهور بشكل مشرف في كأس العالم للأندية وتجاوز دور المجموعات على أدنى تقدير.

ويشارك أوراوا في كأس العالم للأندية في أمريكا ضمن المجموعة السابعة إلى جوار ريفر بليت الأرجنتيني ومونتيري المكسيكي والمارد الإيطالي إنتر ميلان، وسيبدأ مشواره بمواجهة ريفر بليت يوم الثلاثاء.

ويعتبر أوراوا حالة نادرة، إذ حقق نجاحًا كبيرًا على الساحة القارية أكثر من المستوى المحلي، حيث فاز بالدوري الياباني مرة واحدة فقط في عام 2006 لكنه حقق لقب دوري أبطال آسيا في ثلاث مناسبات في أعوام 2007 و2017 و2022 كما يقتسم الرقم القياسي لعدد الألقاب في كأس إمبراطور اليابان بجانب مشاركته ثلاث مرات من قبل في مونديال الأندية.

ويشتق أسم النادي من اسم مدينة أوراوا السابقة، وهي الآن جزء من سايتاما، والشركة الأم ميتسوبيشي قبل عصر الاحتراف، والتي يتكون شعارها من ثلاث ماسات حمراء، لا يزال أحدها موجودًا داخل شعار النادي الحالي.

وأسست شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة نادي كرة قدم عام 1950 في كوبي، ونقلت النادي إلى طوكيو عام 1958، وفي عام 1965 كان أوراوا من بين المؤسسين للدوري الياباني لكرة القدم إلى جانب جيف يونايتد تشيبا وكاشيوا ريسول وسيريزو أوساكا وسانفريتشي هيروشيما بالإضافة إلى ثلاثة أندية أخرى هبطت منذ ذلك الحين إلى الدوريات الإقليمية.

وفازت ميتسوبيشي ببطولة الدوري الياباني لكرة القدم لأول مرة عام 1969، وكان صعود النادي إلى الدرجة الأولى متقطعا ولكنه ثابت حتى ثمانينيات القرن الماضي قبل هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية في عام 1990.

وبعد تغيير شكل الدوري الياباني في عام 1993 كان أوراوا ريد دايموندز عضوًا أصليًا مرة أخرى، من بين عشرة أندية مؤسسة للمسابقة.

وكان ميتسوبيشي أول ناد ياباني يحقق ثلاثية محلية، عندما فاز في عام 1978 بلقب الدوري وكأس الإمبراطور وكأس الدوري الياباني لكرة القدم.

وجرى تغيير اسم النادي إلى "نادي ميتسوبيشي أوراوا لكرة القدم" في أبريل 1992 حيث كان لقبهم "ريد دايموندز"، وفي فبراير 1996، تم تغيير اسم النادي إلى "أوراوا ريد دايموندز".

شهد النادي درجات متفاوتة من النجاح منذ انطلاق الدوري الياباني، إذ أنهى الموسمين الأولين في قاع الدوري، وفي عام 1999، هبط إلى الدرجة الثانية من الدوري الياباني مرة أخرى، قبل أن يتحسن أداء الفريق على مر السنين، بدءًا من فوزه بكأس نابيسكو عام 2003.

وعلى مدار تاريخه حصد أوراوا لقب دوري الدرجة الأولى أربع مرات ولقب كأس الإمبراطور ثمان مرات ولقب كأس اليابان مرتين ولقب كأس السوبر الياباني خمس مرات ولقب دوري الدرجة الثانية مرة واحدة ولقب كأس الدوري الياباني مرتين ولقب الدوري الياباني الممتاز مرة واحدة ولقب دوري أبطال آسيا ثلاث مرات ولقب الدوري الياباني/كوبا سود أمريكانا مرة واحدة.

وتوج أوراوا بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في 2007 بعد فوزه على سباهان الإيراني بنتيجة 3 /1 في مجموع مباراتي الدور النهائي، ليصبح حينها أول فريق ياباني يفوز بلقب البطولة بعد تغيير شكلها من كأس أبطال آسيا، وفي العام ذاته أضحى أوراوا أول ناد آسيوي يحتل المركز الثالث في كأس العالم للأندية، بفوزه على النجم الساحلي التونسي بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وبعد انتظار دام عشرة أعوام توج أوراوا بلقب دوري أبطال آسيا 2017، بعد فوزه على الهلال السعودي في النهائي، ليُتوّج بلقبه الثاني في البطولة.

ونجح أوراوا في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا 2019، حيث واجه الهلال مرة أخرى لكنه خسر صفر/ 3 في مجموع المباراتين أمام النادي السعودي.

خلال دوري أبطال آسيا 2022، كانت مسيرة أوراوا أسهل في طريقه إلى النهائي، ثم فاز على الهلال 2 /1 ليحصد اللقب الثالث في تاريخه.

وتعهد تاكاهيرو سيكيني قائد أوراوا بأن يبذل وزملاؤه كل ما في وسعهم من أجل رفع راية الفريق الياباني عاليا في سماء أمريكا، وقال "أنا سعيد للغاية بحصولي على فرصة اللعب في هذه النسخة الافتتاحية من كأس العالم للأندية، بمشاركة 32 فريقًا، لا أتخيل أن تتاح لي فرصة أخرى كهذه، لذلك سأبذل قصارى جهدي في الملعب".

وأضاف سيكيني في تصريحات لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "أريد أن يعرف الجميع من هو أوراوا ريدز، إن تربعنا على قمة كرة القدم الآسيوية وتمثيل اليابان على المسرح العالمي يمنحنا الفرصة المثالية لإظهار قوة كرة القدم اليابانية والدوري الياباني للعالم. أشعر أن هذا واجبنا، وهذا ما أريد تحقيقه".

وأوضح سيكيني "لقد لعبت في الخارج من قبل، لذلك أعرف كيف يختلف الأمر عن كرة القدم في اليابان. أحد الأشياء التي أتطلع إليها حقًا في هذه البطولة هو فرصة خوض تجارب جديدة تمامًا بالنسبة لي، وتجربة الأشياء التي لا تظهر على التلفاز، مثل ضجيج الملاعب، وسرعة اللعب، وأجواء البطولة الكبرى. لن أعرف كيف ستكون الأمور إلا عندما ألعب، لكنني متحمس لاكتشاف ذلك، وأعتقد أن هذا يُضفي معنىً حقيقيًا على البطولة".

وأشار قائد أوراوا "عندما أخبروني للمرة الأولى بأنني سأكون القائد، لم أكن أعرف حقًا كيف أبدأ في قيادة الفريق. ومع ذلك، أدرك أن الظهور في هذه البطولة كممثل لليابان يحمل مسؤولية كبيرة، وهناك ضغط مصاحب لذلك. وبمجرد أن أتجاوز ذلك، أشعر أن هذا سيمثل نقطة تحول في حياتي كلاعب كرة قدم، ولذلك أعتزم التأكد تمامًا من أنني أؤدي هذا الدور على أكمل وجه ممكن".

كما أكد البولندي ماتشي سكورزا مدرب أوراوا "إنه شعور رائع أن تشارك في كأس العالم للأندية، التي تقام بهذا النظام للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم. نحن جميعًا متحمسون للغاية، وستكون بالتأكيد تجربة لا تُنسى في مسيرتنا الكروية".

وتابع "أعتقد أن جميع الفرق الثلاثة في مجموعتنا أقوياء للغاية، وليس فقط ريفر بليت وإنتر ميلان، علينا التعامل مع كل فريق منهم بشكل مختلف، مع تحليل نقاط قوتهم وضعفهم بعناية. ويجب دراسة كل تفصيلة بأكبر قدر ممكن من الدقة، لوضع الخطة الصحيحة لمواجهة كل منافس".

وأوضح "يتمتع أوراوا بجماهير رائعة. إنهم معنا في كل مكان، في جميع أنحاء العالم، هل سيكون لوجود مشجعينا في المدرجات في الولايات المتحدة خلال كأس العالم للأندية تأثير علينا؟ بالتأكيد، وهو تأثير كبير، إن حضورهم يمنحنا قوة هائلة".

وأشار "أتذكر شخصيًا المباراة التي أقيمت في الرياض، في نهائي دوري أبطال آسيا ضد الهلال، حيث ساندنا مشجعونا بشكل رائع، وأتذكر أيضًا حضورهم في كأس القارات للأندية العام الماضي في المملكة العربية السعودية، هذه لحظات مهمة للغاية للفريق، ونحن ممتنون للغاية لمشجعينا على ذلك".