"أبو المردة" المكرّم في زغرتا عالم جدلي: المسيح لبناني وبيت لحم مدينة فينيقية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"أبو المردة" المكرّم في زغرتا عالم جدلي: المسيح لبناني وبيت لحم مدينة فينيقية - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:35 مساءً

لم يتوقف كثيرون عند خبر تكريم "تيار المردة" برئاسة الوزير السابق سليمان فرنجيه للكاهن الماروني يوسف يمين المسمّى "أبو المردة"، لأنه هو من رافق التأسيس واختار تسمية "المردة". 

لكن اعتباره "أبو المردة" ينتقص كثيراً من قيمته، إذ يحصره في الإطار الحزبي الضيق، وهو العالم المتبحّر في الدين والتاريخ وعلوم الذرة. ومما لا شك فيه أن الرجل حالة جدلية في ما يقول ويكتب، ولم يجرؤ كثيرون على مواجهته، سواء لتبني أفكاره أو لنقضها، بل اعتمدوا تجاهله. والتجاهل هنا له أكثر من سبب، إما ضعف الحيلة والمنطق لمواجهته، وإما محاولة طمس المعلومات عبر عدم التركيز عليها لئلا تتوسع دائرة الجدل، بما قد يثير الشكوك ويدفع إلى تغيير ما، والتغيير غير محمود دائماً، وخصوصا متى كانت الأفكار متجذرة في التاريخ والعقول، وإذا ما اهتزت ستطيح رؤوساً كبيرة جاهلة أو متجاهلة.

والمعلومات التي يوثقها يمين وينادي بها، تبقى مادة بحثية لمن يجرؤ، علماً أن البحث في التاريخ لم يهز إيمانه، أو يدفعه إلى التشكيك، أو الإلحاد، بل ثبّت إيمانه المسيحي الكاثوليكي، المكتنز حضارة لا تنبع منه فقط بل يستمدها من حضارات سبقته، ويضفي عليها روحانية جديدة. هكذا يعتبر يمين في إصداره الأخير أن "المسيح هو الكون والكون هو المسيح في العهد الجديد". ويقول "بدأتُ أخيراً أنظر إليك وأحدّق فيك من خلال الذرّات الصغيرة وجزيئاتها..."

وللأب يوسف يمين نحو 25 إصدارا في مجالات الخواطر، الشعر الصوفي، التاريخ، الفكر الحضاري، العلوم، وفي الإنجيل.

من أهم كتبه "المسيح وُلد في لبنان لا في اليهودية"، وفيه يجهد الأب يوسف يمين في محاولة إثبات أن السيد المسيح كنعانيّ وليس عبرانيا، وُلد في الجليل على مقربة من لبنان. وأن بيت لحم والناصرة تقعان في الجليل.

ويرى أن هناك مكانَين يحملان اسم بيت لحم :

الأول: جنوب فلسطين وهو المشهور والذي يطلق عليه "بيت لحم يهوذا" وهو في جنوب أورشليم. إلّا أنّ التنقيب الآثاري الذي جرى عام 1997 في بيت لحم يهوذا الجنوبية أظهر أن أقدم آثار وجدت فيها تعود إلى الحقبة الرومانية، وبالتالي لا يمكن أن تكون هي مسقط المسيح.

الثاني: في شمال فلسطين بالقرب من لبنان، وهي المغمورة والتي يطلق عليها "بيت لحم الجليل"، وتقع في السفوح الشمالية الشرقية لجبل الكرمل، وقد وردت في رسائل تل العمارنة، وكانت موجودة منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهي مدينة كنعانية فينيقية. 
وبيت لحم الجليل كانت مبنية على أيام داود، بينما بيت لحم يهوذا لم تكن موجودة في أيام داود بل بُنيت بعده بـ 1200 سنة. 

 

سليمان فرنجية مكرماً أبو المردة (النهار)

 

وأما الأرض المقدسة، فيرى الأب يمين أنها أرض كنعان، والكنعانيون (سمّاهم اليونان فينيقيين) هم أقدم مَن سكن لبنان ثم انتشروا في جواره، وقد أتى بعدهم في عصور متأخرة الأراميون والعبرانيون والإغريق وورثوا الحضارة الكنعانية.

وعن سفر السيدة العذراء من ناصرة الجليل إلى بيت لحم يهوذا الجنوبية، يرى الأب يمين أنه سفر شاق ومضنٍ لامرأة حامل، وهو أقرب إلى الخيال والأسطورة منه إلى الحقيقة، إلا إذا كانت بيت لحم في الجليل وقريبة من ناصرة الجليل أيضا.

وقد تعرّضت المغارة الحقيقية حيث ولد السيد المسيح في السفوح الشمالية الشرقية لجبل الكرمل، للطمس المتعمّد من اليهود الذين استولوا على المنطقة طيلة 300 سنة، وفق الأب يمين. 

وتجمع النصوص القديمة على أن المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، لم تكن داخل مدينة بيت لحم، بل على مسافة منها وفي طريقها، في مكان ناءٍ وموحش وبعيد عن السكن، قريب من الرعيان وقطعانهم. وهذا لا ينطبق على المغارة المشهورة اليوم التي تقع في وسط مدينة بيت لحم يهوذا، بينما ينطبق على بيت لحم (أفراته) المدينة الكنعانية الفينيقية الواقعة في جليل الأمم. وكانت أفراته وجميع سفوح الكرمل تابعة لفينيقيا في حقبة أيام الميلاد.

إذا، المسيح لبناني وليس يهودياً على الإطلاق، المسألة لا تتعلّق بشوفينية وعنصرية لبنانية، هناك خرائط ومستندات تاريخية ووثائق صريحة تكشف هذه الحقيقة الساطعة وكلّها موضوعة في كتاب "المسيح ولد في لبنان". اللبنانيون أو الفينيقيون أو الكنعانيون هم رواّد العالمية. وتركيزي على كلمة لبنانيين - يقول- يعود لسبب أنّه في الأساس نحن لبنانيون قبل أن نكون كنعانيين أو فينيقيين... قلائل يعرفون ذلك، لكن من يقرأ ويطّلع يمكنه معرفة أنّ لبنان هو الابن الرابع لآدم. لآدم ابن اسمه لبنان بحسب المؤرخين الكبار كـ"الطبري".  

بحسب الأب يمين كلّ الدلائل تشير إلى أنّ بيئة المسيح هي الحضارة اللبنانية الكونية، حضارة "إيل". هذه البيئة هي التي مهدّت لمجيء المسيح واحتضنته. وفق الحضارة الكنعانية اللبنانية المسيح هو عمانوئيل أي "الله معنا". السيّد المسيح ولد في "بيت لحم" الجليل - جبل الكرمل- حوالى 30 كلم جنوب الناقورة، وتاريخياً كان الجليل الأعلى يتبع قضاء صور. 

يضيف: "الديانة اليهودية لا تعرف المعمودية على الإطلاق. فكيف يفسرّون معمودية السيّد المسيح ومعمودية يوحنا المعمدان! التفسير العلمي يكشف بوضوح أنّ يوحنا المعمدان وعائلة المسيح (مريم ويوسف) هم من جماعة الأسينيين - التيار الروحاني اللبناني - الكنعاني الذي كان ينتظر مجيء المسيح. 

 

غلاف لكتاب

غلاف لكتاب

 

الكنيسة غرباً وشرقاً تقرّ حالياً بأنّ يوحنا المعمداني كان من أتباع الكنعانيين القدماء، ومعموديته كانت وفق التقاليد الأسينية، والقديس بطرس في عظته على جبل الكرمل أدخل الرهبان الأسينيين إلى المسيحية بعد تلقفهم الإشارات، بعكس اليهود الذين كانوا ينتظرون مخلّصاً مدنياً لينقذهم من الرومان".

تقول الوثائق التاريخية أنّ السيدة العذراء والقديس يوسف كانا يخدمان في هيكل "أسيني"، فالأخير كان يعمل في هيكل جبل الكرمل اللبناني. وبيت لحم - الجليل - مكان ولادة المسيح كانت بلدة السيدة العذراء. 

يشرح الأب يمين علاقة المسيح بلبنان: عودة تلامذة المسيح إلى جبل الكرمل كانت لمعرفتهم أنّ المسيح قبل إعلان بشارته قضى معظم حياته في جبل الكرمل حيت تعلّم كل الأمور. 

من ضمن السياق نفسه كشفت المجلة الكاثوليكية في فرنسا أنّ الأركيولوجي الإسرائيلي افيرام أوشري اليهودي والموجود في بيت لحم الجليل - لبنان - أن بيت لحم الجليل - التي هي كنعانية - هي المهد الحقيقي الذي ولد فيه السيّد المسيح، مشيرة إلى أنّ كتّاب الأناجيل المقدسّة قالوا إنّ المسيح ولد في بيت لحم اليهودية لتقريبها قليلاً من أورشليم".

ويكشف الأب يمين أنّ ضرائح عائلة المسيح لجهتي والده بالتربية يوسف ووالدته مريم موجودة أيضاً في لبنان في بلدة القليلة قرب قانا الجليل "المسيح كنعانيٌ وليس يهودياً على الإطلاق... أهالي القليلة في جوار بلدة قانا أوقفوا الجرافات الإسرائيلية من جرف هذا المقام لأنّ الإسرائيليين يبغون طمس هذه الحقيقة... العذراء كنعانية وليست يهودية لأنّ المرأة اليهودية لم يكن مسموحاً لها بالخدمة في هيكل الربّ، بعكس العذراء مريم الكنعانية - الأسينية التي كانت منذورة للعمل في خدمة الرب وهي من قانا الجليل اللبنانية... وبالتالي المسيح عاش في لبنان، وفق المؤرخ الفرنسي إرنست رينان. يقول: "العذراء مريم بعد موت يوسف عادت إلى قريتها قانا الجليل في لبنان... والمسيح عاش في لبنان وأعجوبته الأولى كانت حيث تربّى ونشأ".

اكتشف علماء الآثار في بيت لحم الجليل أنّ طبقات الأرض تحتوي على ثلاث كنائس أقدمها أحرقها اليهود عام 100. أمّا بيت لحم اليهودية التي يحجّ إليها المسيحيون فقد بنيت عام 339. وكانت مقبرة للعموم. يعلّق الأب يمين: "اليهود مع نفيهم أيام طيطس عام 60، وهدمهم لهيكل أورشليم، اتجّه قسم منهم صوب الجليل وانتشروا في الدول العربية".

من هو يوسف يمين؟ 
ولد في زغرتا سنة 1933. بدأ دروسه في المدرسة الإكليريكية المارونية سنة 1947. حاز إجازة في الفلسفة الدينية من جامعة القديس انسليم في روما وإجازة في اللاهوت من الجامعة اليسوعية في بيروت سنة 1962، ثم دكتوراه في العلوم الذرية من جامعة السوربون في فرنسا 1966. علّم الفلسفة في المدرسة الإكليريكية في غزير مدة عشر سنوات وأمضى نحو 30 عاما من حياته مدققاً قارئاً مفتشاً وباحثاً وفاحصاً لكثير من الكتب التاريخية القديمة والجديدة. هو من أكثر المدافعين عن تعاليم الكنيسة المارونية بخاصة والكاثوليكية بعامة.

مؤلفاته

له مؤلفات تاريخية وعلمية منها:
- "المردة بحث تاريخي" 1976
- "العيد في الداخل" 1984
- "كيمياء الحروف" 1984
- "وميض من معبد اللحظة" 1988
- "الأسلحة الكيميائية والبيولوجية" 1990
- "كتيب ايلمارونية" 1992
- "قديس إهدن البطريرك إسطفان الدويهي" 1994
- "قانا الجليل في لبنان" 1994
- "لبنان بوتقة وحدة البشر" 1997
- "الموسوعة الذرية 8 مجلدات"- 15 جزءا 1997
- "إهدن دليل تاريخي" 1999
- كتاب "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" 1999
- "زغرتا في التاريخ" 2004
- "مواد مشعة" 2007
- "نبضات إهدنية 1" -2008
- "المخطوطات الأمورية" 2009
- "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" -النسخة المختصرة 2010

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق