صواريخ طهران تفتح باب التعاطف في القاهرة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صواريخ طهران تفتح باب التعاطف في القاهرة - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 05:42 صباحاً

مع بدء الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، وردّ الأخيرة برشقات صاروخية غير مسبوقة على إسرائيل، تجلّى بوضوح أن قطاعاً كبيراً من المصريين يتعاطف مع طهران من دون مواربة، بمن في ذلك بعض من يحملون مواقف مسبقة تجاه الجمهورية الإسلامية.
وكانت العلاقات المصرية–الإيرانية شهدت تحسّناً على المستوى الرسمي مؤخراً، ما وضع حداً لتوترات وتجاذبات استمرت أكثر من 45 عاماً بين الدولتين. أما شعبياً، فلم يطرأ تغيير يُذكر، حتى وقعت التطورات الأخيرة بين إيران وإسرائيل.
واهتم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية بمتابعة ونشر أخبار الضربات الصاروخية الإيرانية على تل أبيب، وآثار الدمار الذي ألحقته بمبانيها. وقارن بعضهم بين صور الأبنية المدمّرة ومشاهد الخراب في قطاع غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية.
وكتب البرلماني والصحافي المصري مصطفى بكري منشورات عدّة على "إكس" تنمّ عن إعجابه بتأثير الضربات الإيرانية، وقال في إحداها: "بدأت الهجرة الجماعية لآلاف الإسرائيليين في رحلة الهروب إلى الخارج بسبب حالة الرعب التي تخلفها الصواريخ الإيرانية (...) نتنياهو في حالة ارتباك شديد، وهو يطلب من أميركا ضرورة التدخل السريع لإنقاذه. النيران تلتهم كل شيء. الضربات الإيرانية موجعة".

 

 

لا مقارنة
وامتد دعم بعض المصريين إلى مهاجمة أي شخص يقارن بين إيران وإسرائيل باعتبار أن لكل منهما مشروعاً يهدد الأمن القومي العربي، في إشارة إلى "المدّ الشيعي" و"التوسع الصهيوني".
وقد دخل على الخط عدد من أنصار التيار السلفي المعروف بعدائه الشديد لإيران خصوصاً، وللشيعة و"الآخر" عموماً. وأبدى أحد أجنحته السياسية، على غير المتوقع، دعمه لطهران، إذ أصدر "حزب النور" السلفي بياناً جاء فيه: "نحن وإن كنا نختلف مع إيران، ونرى أنها مهّدت للقصف الصهيوني بتدمير العراق وسوريا وجعلهما ممرّات آمنة للهجوم الصهيوني، إلا أننا نستنكر الهجوم الصهيوني على إيران، فهو استكمال لفرض الأجندة الصهيونية والأميركية على المنطقة".

 

 

الشعور بالظلم
وفسّر استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز الميل الجارف للتعاطف مع إيران، رغم التحفظات والمخاوف منها، بأنه نابع من "الشعور بالظلم الذي تعرّض له سكان قطاع غزة، وقتل الأطفال والنساء وكبار السن، وتجويع مئات الآلاف من البشر، والشعور بالعجز".
وعن تعبير البعض عن تعاطفهم مع إيران لأنها بلد مسلم، يقول فرويز لـ"النهار": "الأمر لا يتعلق بالدين فحسب، فالناس هنا شعروا من قبل بالسعادة وأبدوا دعماً لدول ذات أغلبية مسيحية أو حتى بلا دين، مثلما حدث مع دول لاتينية أو أفريقية اتخذت مواقف ديبلوماسية أو قانونية قوية ضد إسرائيل".
التنظيمات الإسلامية
للحركات الإسلامية، وخصوصاً التيار السلفي، تأثير واسع على تفكير ومزاج قطاعات كبيرة من المصريين، بمن في ذلك مناهضو تلك التيارات، وذلك بفعل الدعاية المكثفة والنشاط الطويل للإسلاميين على مدى عقود في مصر، ما جعل خطابهم المتشدد يتسرّب إلى البنية الفكرية للمجتمع ويمتزج بها، ليصبح، بوعي أو من دونه، جزءاً أساسياً من تفكير كثيرين.
ويقول الدكتور عمرو عبد المنعم، الباحث الأكاديمي المتخصص في حركات الإسلام السياسي، لـ"النهار"، إن "تيارات الإسلام السياسي لها مواقف متباينة. فهناك قطاع يقف ضد إيران، وآخر يدعمها، وينتمي الأخير إلى جبهة الممانعة أو المقاومة".
ويتابع عبد المنعم: "هناك أيضاً تيار رافض ومتوجّس، وهو التيار السلفي التقليدي وتيارات السلفية الجهادية. فهي ترى أن إيران دولة صفوية شيعية توسعية ذات مشروع طائفي، نالت من السنّة في العراق وسوريا، وضربها لإسرائيل ليس نابعاً عن دعم حقيقي لفلسطين، بل من صراع نفوذ إقليمي".
الموقف الذي أبداه "حزب النور" لا يعبّر بالضرورة عن التيار بأكمله، فثمّة أصوات ذات مزاج سلفي تركّز على الجوانب المذهبية، وتلتقط عبارات مثل تلك التي تنشرها بعض الصفحات الإيرانية غير الرسمية، ومنها "إيران بالعربية"، والتي كتبت "يا علي"، ما دفع بعض المنتقدين إلى اتهامها بـ"الشرك".

 

 

 

 

الدعوة إلى الوحدة
واستعان البعض بمقولة متداولة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للرد على الذين يتبنون هذا النوع من الخطاب المذهبي.
ونشر الكاتب الصحافي المصري حاتم البلك صورة لشيخ الأزهر مع اقتباس يقول: "الاختلاف بيننا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف فكر ورأي، وليس فرقة دينية. الأمة الإسلامية حالياً في أشدّ الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق