نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب
العالم
على
إيران..
من
يصنع
الهزيمة
ومن
يكتب
النصر؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 19 يونيو 2025 08:35 مساءً
الشهيد الحي في زمن القطيع.. قراءة في حرب تُعيد رسم الشرق الأوسط
يونيو 2025. صيف ملتهب.. .والعالم على صفيح ساخن.
تمتد ألسنة اللهب من غزة إلى طهران، مرورًا ببيروت وبغداد وصنعاء.
لم تعد المواجهة مجرد نزاع إقليمي محدود، بل تحوّلت إلى حرب شاملة بأدوات عالمية،
يتداخل فيها الجغرافي بالعقائدي، وتتشابك فيها خرائط المصالح مع شعارات الطوائف،
في صراع يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد.
لكن الأخطر من القصف هو ما زرعته هذه الحرب في النفس العربية:
الانقسام الطائفي.
ذلك الانقسام الذي رعته يد الاستعمار منذ عقود، تحوّل إلى سلاح فتّاك
تم تفخيخ المجتمعات به بعناية.
«شيعة وسنّة» لم يعودوا إخوة في الدين والوطن، بل معسكرات متقابلة، تُشحن إعلاميًا، وتُعبّأ نفسيًا، ضمن مشروع طويل الأمد لـ"هندسة الكراهية" في العالم العربي.
ليست حرب إسرائيل وحدها
من يظن أن ما يجري هو صراع ثنائي بين تل أبيب وطهران، يُخطئ الفهم.
إنها حرب «تحالفات دولية»
الولايات المتحدة، وحلف الناتو، وبعض الأنظمة العربية، تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر،
تحت عناوين مضلّلة: "الردع"، "الأمن الإقليمي"، "التهديد النووي".
لكن خلف هذه الشعارات، تختبئ الحقيقة العارية:
هذه حرب على "النموذج"، لا على المفاعلات.
فغزة - التي لا تملك برنامجًا نوويًا - تُقصف وتُحاصر وتُجَوّع، لأنها قالت "لا"،
ولأنها تنتمي إلى ذات التيار المقاوم الذي تسعى القوى الكبرى لاجتثاثه من الجذور.
من يصنع النصر.. .؟ ومن يكتب الهزيمة.. .؟
في مثل هذه الحروب، يبدو السؤال عن من سينتصر.. ؟ ساذجًا.
المنتصر الحقيقي ليس من يمتلك التفوق الناري، بل من يملك الإرادة والكرامة.
من يقف وحيدًا في مواجهة طوفان دولي، ويقاتل، ويرفض الانحناء، يكتب النصر.. .
في المقابل، أنظمة عربية تنكسر من مجرد تصريح صغير يصدر عن موظف ثانوي في البيت الأبيض.
خامنئي.. ."الشهيد الحي"
حين تهرّب نتنياهو من الإجابة عن سؤالٍ حول احتمال اغتيال المرشد الأعلى لإيران، السيد علي خامنئي، كان يعلم تمامًا من يكون الرجل.
في الوجدان الإيراني، يُلقّب بـ"الشهيد الحي"، بعد أن نجا من محاولة اغتيال في 27 يونيو 1981، أدت إلى شلل ذراعه اليمنى وتضرر حنجرته.
ورغم النزيف، أتمّ الخطبة واقفًا. هذا ليس نموذج "الرئيس" كما يعرفه الغرب
مأزق العقل العسكري الإسرائيلي
في اجتياح بيروت عام 1982، صرخ قائد لواء إسرائيلي في قيادته:
"تريدون مني قتلهم وهم يريدون الموت، ماذا أفعل.. .؟"
جملة تلخّص المأزق الإسرائيلي المزمن:
جيش مدجّج يواجه مقاومة لا تهزمها التكنولوجيا، بل تعززها المظلومية.
إسرائيل تربح معارك.. وتخسر الحرب
تاريخيًا، إسرائيل قد تربح معركة، لكنها تخسر الحرب في السياسة،
لأن إرادة الشعوب لا تُقصف.
من لا يستسلم لا يُهزَم، وكسر الإرادة هو الهزيمة الحقيقية.
إسرائيل اليوم تشنّ حربًا كبرى.. لكنها لم تضع خطة خروج.
تعوّل على أساطير داخلية، وعلى "وحدة قطيع غوغائي"، لكنها قد تستيقظ
على واقع استنزاف طويل، وتحولات إقليمية تقلب الموازين.
إيران والصفقة الكبرى
قد تعرض واشنطن "وثيقة استسلام ناعمة"، مقابل تخلي إيران عن فلسطين.
لكن طهران - منذ 1979 - لم توقّع بالحبر الأمريكي رغم الإغراءات والعقوبات.
لأنها تعلم:
التنازل عن المبادئ هو الانهيار من الداخل، قبل أن يسقط أول صاروخ.
التاريخ لا يرحم من يكرر الوهم
الحرب العراقية الإيرانية مثال ساطع:
دخلتها إيران بجيش مفكك، وظنّ صدام حسين أنها ضربة خاطفة.
ثماني سنوات من الاستنزاف المتبادل انتهت باعتراف صريح من صدام:
"لقد كانت مؤامرة لقتلنا معًا."
وها هي إسرائيل تعود لنفس الوهم:
أن إيران ستنهار من الداخل، وستركع تحت الضغط العسكري والاقتصادي.
لكن الشعوب التي تقاتل من أجل البقاء لا تُهزَم بسهولة.
الختام.. .من لا يُكسر لا يُقهر
قد لا تملك إيران نصرًا عسكريًا حاسمًا، لكنها تملك إرادة حديدية.
وخصم يفتقر إلى الخيال السياسي محكوم عليه بالفشل.
الخاتمة لم تُكتب بعد، لكن المؤكد أن من يرفض الركوع، لا يُهزم.
فالانتصار، في زمن الانهيارات الأخلاقية، ليس في الميدان فقط،
بل في المعنى.
وفي زمنٍ تتكسّر فيه الرايات تحت أقدام التحالفات،
يبقى من يقاتل وحيدًا من أجل الكرامة.. .هو الوحيد الذي لا يُهزم،
لأنه ببساطة: لم يبع قلبه في سوق السياسة.. ، !!
كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية
[email protected]
0 تعليق