كتب – محمود طلبة

شهدت مدينة بئر السبع صباح الجمعة سقوط صاروخ إيراني تسبب بإصابة خمسة أشخاص بجروح طفيفة، وفقا لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، وسط تضارب في الروايات الإسرائيلية حول نجاح أنظمة الدفاع الجوي في التصدي للهجوم.

وبحسب الإعلام العبري سقط الصاروخ قرب مبنى تابع لشركة مايكروسوفت، فيما أكد الإسعاف الإسرائيلي إصابة 30 آخرين بحالات هلع.

وأشارت بلدية بئر السبع إلى أن الضربة كانت مباشرة، دون تسجيل أي محاولة لاعتراضها من قبل الدفاعات الجوية.

وأسفر الإنفجار عن أضرار مادية واسعة واندلاع حرائق في عدد من السيارات، ورغم الحظر الإسرائيلي على تصوير مواقع الاستهداف انتشرت عبر مواقع التواصل مقاطع مصورة توثق حجم الدمار الذي خلّفه الصاروخ.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد زعمت في البداية اعتراض الصاروخ، قبل أن تتراجع لاحقا وتؤكد سقوطه داخل بئر السبع، في مؤشر على التخبط الإعلامي والعسكري الذي تعيشه إسرائيل مع اتساع نطاق الهجمات الإيرانية.

ضربات غير متوقعة

بعكس الأيام الأولى من المواجهة والتي اتسمت بضربات إيرانية منسقة توقيتًا وكثافة باتت الرشقات الأخيرة تتسم بالعشوائية والمباغتة من حيث الزمان والمكان وعدد الصواريخ ما أربك منظومة الإنذار والرد الإسرائيلي.

وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل باتت تعاني من نقص في صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية، الأمر الذي يضغط على المؤسسة الأمنية ويزيد من خطورة الضربات التي تنفذها طهران بشكل متفرق على مدار الساعة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان عبر تليغرام تفعيل صفارات الإنذار في عدد من المناطق بعد رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق اعتراض طائرة مسيرة فوق البحر الميت.

البحث عن مفقودين مستمر

أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية أن عدد قتلى الهجمات الإيرانية منذ اندلاع المواجهات قبل أسبوع ارتفع إلى 23 قتيلا و1007 إصابات بينهم 14 في حالة حرجة و149 إصابة نتيجة الهلع، فيما عولج أكثر من 200 شخص ميدانيا دون الحاجة لنقلهم إلى المستشفيات.

وتواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن مفقودين تحت أنقاض مبان مدمرة في عدد من المناطق التي تعرضت للقصف.

وتسود شكوك متزايدة حول دقة البيانات الرسمية الإسرائيلية بشأن الخسائر، في ظل القيود المشددة التي تفرضها الحكومة على التغطية الإعلامية ومنع تصوير مواقع السقوط أو نشر معلومات تخص سير الهجمات.

وتغيرت الحصيلة الرسمية أكثر من مرة إذ أعلنت إسرائيل في البداية مقتل 26 شخصا ثم خفضت العدد إلى 24، قبل أن تستقر مؤخرا على 23 قتيلا.