المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بعدما خلع اللباس الديني وارتدى اللباس العسكري، استعداداً للمواجهة مع اسرائيل"، في وقت تستمر الحرب بين البلدين.

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

الحقيقة: الصورة ليست حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

تظهر الصورة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بلباس عسكري. وقد انتشرت بكثافة خلال الايام الماضية في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "خلع اللباس المدني ولبس الزي العسكري، مستعداً للمواجهة. هكذا هم القادة الاحرار". 

حقيقة الصورة 

الا ان الاعتقاد ان الصورة حقيقية اعتقاد خاطئ. 

فالبحث العكسي يوصلنا الى حساب mojtaba.riyad8@ في تيك توك، والذي نشرها قبل 6 ايام مع تعليق: "هذا الرجل الذي ساعد العالم المستضعف يقف الآن وحيداً شامخاً، لا يحتاج إلى العون والمساعدة". 

ومع أن الحساب لم يوضح ماهية الصورة، الا ان جولة فيه تبيّن انه ينشر صورا وفيديوات منشأة بالذكاء الاصطناعي. وصورة خامنئي باللباس العسكري تتضمن مؤشرات عدة الى انها كذلك: 

*ملامح خامنئي في الصورة تختلف قليلا، لا سيما على مستوى العينين والانف وكثافة اللحية، عن ملامحه الحقيقية. واليكم مقارنة بين صورة حقيقية له نشرتها وكالة "غيتي ايماجيز" في 18 حزيران 2025 (ادناه الى اليمين)، والصورة في تيك توك (الى اليسار). 

*انظروا الى اليدين في الصورة بتيك توك. فبينما تظهران ممتلئتين فيها (الى اليسار)، كانتا في الواقع أقل امتلاء وأنحف في صورة "غيتي ايماجيز" (الى اليمين). كذلك الامر بالنسبة الى الخاتم. فقد ظهر خامنئي في الصورة الحقيقية بخاتم كبير في يده اليسرى. اما في الصورة المتناقلة، فقد وضع خاتما واحدا في يده اليمنى. 

ويدعم هذا الاستنتاج فحص الصورة في مواقع متخصصة بكشف الصور والفيديوات الزائفة، مثل Hive Moderation وCantilux وvideo.attestiv. وكانت نتيجته في الموقع الاول انها منشأة على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة 77.9%، بينما وجد الموقع الثاني ان المحتوى يتضمن أنماطًا وخصائص مميزة مرتبطة عادةً بالوسائط المُولّدة بالذكاء الاصطناعي. اما الثالث، فقد توصل الى ان تصنيف الشك الفني هو 77، مما يعني أن أجزاء من الصورة مشبوهة للغاية. 

اجتماع إيراني أوروبي في جنيف وترامب يرجئ قراره بشأن الانخراط في الحرب

وجاء تداول الصورة بالمزاعم الخاطئة في وقت يجري وزراء خارجية أوروبيون محادثات اليوم الجمعة في سويسرا مع نظيرهم الإيراني، سعيا للتوصل إلى تسوية ديبلوماسية للحرب التي دخلت أسبوعها الثاني بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل، فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتخذ قرارا بشأن تدخل أميركي ضد إيران خلال أسبوعين، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وفي اليوم الثامن من الحرب، دوت صفارات الإنذار في مناطق إسرائيلية عدة الجمعة بعد ضربات صاروخية إيرانية جديدة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب عشرات الأهداف في طهران ليلا، شملت على حد قوله "مركز أبحاث وتطوير لمشروع الأسلحة النووية الإيراني".

وأطلقت إسرائيل في 13 حزيران حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة"، فيما ترد إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية.

وتنفي طهران أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية وتدافع عن حقها في برنامج نووي مدني.

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في مقابلة مع محطة "سي إن إن" الأميركية، أن منظمته لم تورد في تقريرها الأخير أي دليل يشير إلى أن إيران تعمل حاليا على تطوير سلاح نووي. وأضاف أن "العمل العسكري، مهما كان مصدره، هو قرار سياسي، وليس له أي علاقة بما نعلنه".

وتحدث ترامب مساء الخميس عن "وجود فرصة حيوية" لإجراء مفاوضات مع إيران، معلنا أنه سيتخذ قرارا بشأن التدخل عسكريا إلى جانب إسرائيل "خلال الأسبوعين المقبلين".

وحذرت الرئاسة الروسية الولايات المتحدة من استخدام أسلحة نووية تكتيكية في إيران، معتبرة ذلك تطورا كارثيا. ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله، اليوم الجمعة، إن استخدام الولايات المتحدة المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية في إيران سيكون تطورا كارثيا.

واعتبر بيسكوف، في تصريح آخر، أن مجرد الحديث عن اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "أمر غير مقبول". وأكد أن رد موسكو على اغتيال خامنئي سيكون "سلبيا للغاية"، و"روسيا لن تقبل مثل هذا الفعل لأن مثل هذه الخطوة قد تقود إلى المجهول"، وفقا لتعبيره.

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بعدما خلع اللباس الديني وارتدى اللباس العسكري، استعدادا للمواجهة مع اسرائيل". في الحقيقة، الصورة منشأة بالذكاء الاصطناعي.