كتب – محمود طلبة

انطلقت مساء الجمعة في مدينة جنيف مباحثات حساسة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظرائه من الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وألمانيا وبريطانيا المعروفة بالترويكا الأوروبية لبحث مستقبل الاتفاق النووي الإيراني في ظل تصعيد عسكري متزايد بين طهران وتل أبيب.

وشهدت أروقة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف تصريحات شديدة اللهجة من وزير الخارجية الإيراني حيث وصف الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية في بلاده بأنها جرائم حرب مؤكدا أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بالعدوان الجائر.

وقال عراقجي في كلمته أمام المجلس إن التصعيد العسكري الإسرائيلي يمثل تقويضا متعمدًا لجهود دبلوماسية كانت تبذل مع الولايات المتحدة، كاشفًا أن الطرفين كانا على وشك عقد لقاء رسمي يوم 15 يونيو من أجل التوصل إلى اتفاق واعد للغاية.

القضايا النووية والإقليمية

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن مباحثات جنيف مع وزراء الترويكا الأوروبية ستركز على القضايا النووية والإقليمية وسط أنباء عن رغبة أوروبية في استكشاف فرص لعودة طهران إلى طاولة المفاوضات، ووقف التصعيد العسكري المتبادل في المنطقة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني رفيع تأكيده أن بلاده تنتظر ما ستطرحه الترويكا من مبادرات جديدة تجاه الملف النووي، وسط ضبابية المشهد السياسي بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين واشنطن وطهران.

عملية الأسد الصاعد

ويأتي هذا اللقاء الأوروبي الإيراني بعد أيام من إعلان إسرائيل إطلاق عملية عسكرية تحت اسم الأسد الصاعد، استهدفت خلالها مواقع ومنشآت إيرانية مرتبطة بالبرنامج النووي وصناعة الصواريخ الباليستية، ما أدى إلى حالة من التوتر الحاد في المنطقة.

وأشارت مصادر دبلوماسية أوروبية إلى تواصل مباشر بين عراقجي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى مشاورات متقدمة جرت هذا الأسبوع مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بالتنسيق مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.